لقاء مع بلال شنوف، رئيس جمعية التجار الجزائريين في موريتانيا
(- هل يمكن أن تخبرنا عن المزيد عن جمعية التجار الجزائريين في موريتانيا؟)
جمعية التجار الجزائريين في موريتانيا هي منظمة غير حكومية، تُعنى بتنظيم شؤون التجار الجزائريين المقيمين داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
لعل أهم أهداف الجمعية الجوهرية وفي ظل النظم والقوانين المعمول بها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية هي ما يلي:
•جعل عمل التجار الجزائريين منظما أنيقا ذا سمعة حسنة وذكر طيب وخاضعا لضوابط الدولة الموريتانية وقوانينها.
•الدفاع عن مصالح التجار الجزائريين في موريتانيا.
•العمل كممثل لرجال الأعمال والتجار الجزائريين داخل التراب الموريتاني عند التعامل مع المؤسسات الحكومية والخاصة.
•خلق أنشطة اقتصادية واجتماعية بالتعاون مع جمعيات مماثلة داخل موريتانيا والجزائر .
•الاهتمام بالجوانب الخيرية والإنسانية الهادفة من خلال إقامة مشاريع وأنشطة خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين وتقديم كافة أنواع الدعم الممكنة بالتنسيق مع الجهات المختصة
منذ حصول الجمعية على الموافقة وحتى تاريخ هذه الكلمة والجمعية تمارس دورا توعويا بين أوساط التجار الجزائريين لتنظيم صفوفهم، وتسعى جاهدة لاستقطاب الإيجابي منهم (بعد تحقيقهم لشروط الانتساب)، وبرنامج الجمعية في المستقبل القريب هو الاستفادة من خبرات الجمعيات المماثلة في موريتانيا والجزائر بما يعزز دورها ويزيد عمق أهميتها.
(- هل تعتقدون أن الشركات تستفيد بشكل كاف من المزايا التي يقدمها كلا البلدين؟)
منذ انتخاب السيد عبد المجيد تبون والسيد محمد ولد الشيخ الغزواني على رأس بلديهما غدت العلاقات بين الشقيقتين نموذجا يحتذى به، فقيادة البلدين حريصة على تمتين تلك العلاقات؛ وجعلها أحد محطات تاريخنا المشترك وصفحاته المشرقة.
تجسد ذلك الحرصُ تعاونا مشهودا ومقدرا في مجالات شتى، وفي مشاريع تنموية مهمة ازدادت وتيرتها في المدة الأخيرة حيث أشرف الرئيسان على تدشين المعبرين الحدوديين الثابتين الجزائر-موريتانيا كما أعطى الرئيسان إشارة انطلاق مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف الجزائرية وازويرات الموريتانية، كما وضع الرئيسان حجر الأساس لمشروع إنجاز المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي بين البلدين.
لذلك ما دامت إرادة كلا البلدين طموحة وجادة على الشركات الجزائرية الراغبة في دخول السوق الموريتاني ومنه سوق دول غرب افريقيا أن تكون على قدر من المسؤولية بأن تعجل من انطلاقة مشاريعها.
(- ما هي القيمة المضافة للتجار الجزائريين في موريتانيا؟)
تسعى الجمعية أن تكون النموذج الأمثل للجالية الجزائرية التي تشرف الوطن الأم، وتحفظ الود للبلد المضيف؛ بما يجعلها يوما نتمناه قريبا إن شاء الله مرجعية لبقية الجاليات الجزائرية.
لأجل ذلك تسعى جمعية التجار الجزائريين في موريتانيا أن تستقطب الإيجابي من الأفراد والأفكار، وأن تكون نموذجا يحتذى به في أوساط الجاليات الجزائرية.
تسعى الجمعية أن تسهل على المستثمر الجزائري فهم السوق وترسخ أولوية نقل خبراته وتجربته داخل الجزائر إلى بلد إقامته موريتانيا.
ولا زالت الجمعية منذ اليوم الأول لتأسيسها تسعى أن يكون للمستثمر الجزائري في موريتانيا مكانته العالية التي لمسناها خلال تواجدنا واحتكاكنا مع الأهل في موريتانيا.
(- ما هي عوامل الجذب في السوق الموريتانية؟)
تعمل الجزائر مع موريتانيا على توسيع مجالات التعاون خصوصا في الميدان الاقتصادي؛ لذلك تسعى الجمعية أن تشجع الاستثمارات الحقيقية في موريتانيا التي سهلت على المستثمرين كثيرا وفتحت الباب أمام الخبرات.
سعت الجمعية في كل لقاء مع رجال الأعمال والتجار الجزائريين إلى تبيان الفرص الاستثمارية ولأننا في الجمعية نملك خبرة كافية عن السوق الجزائري والموريتاني ركزنا على أولوية الاستثمار في المجال الزراعي؛ إن حق الموريتاني على أخيه الجزائري أن يساعده في الوصول للاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي، موريتانيا فرصة استثمارية عظيمة للمستثمر الجزائري في قطاع الزراعة.
كما وضحت الجمعية للمستثمر الجزائري مواطن الاستثمار العديدة في موريتانيا.
وبينت الجمعية أهمية ودور وكالة ترقية الاستثمارات في موريتانيا في جعل موريتانيا وجهة مفضلة لرجال الأعمال.
(- كيف سيستفيد التجار الموريتانيون من مزايا المنطقة الحرة؟)
لا أوضح من كلام فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي قال أن منطقة التبادل الحر بين موريتانيا والجزائر ستكون منطقة تلاق وجسر تبادل.
المنطقة الحرة بتندوف هي همزة وصل بين الجزائر وبلدان غرب افريقيا وسيكون للتاجر ورجل الأعمال الموريتاني أولوية السبق في تسويق المنتجات الجزائرية بحكم خبرته الكبيرة ومعرفته بأسواق افريقيا الغربية.
(- كلمة أخيرة)
أدت القوافل التجارية الجزائرية دورا حضاريا هاما؛ لقد أسست القوافل التجارية الجزائرية قاعدة تواصل حضاري على مر السنين بين الجزائر وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وبوساطتها انتقلت الحضارة العربية والإسلامية إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء؛ والتي تجلت معالمها في اعتناق أهل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الدين الإسلامي، وسعيهم الحثيث لتعلم اللغة العربية وفنونها، حيث لعب الشمال الإفريقي في هذا الجانب دورا بارزا وكبيرا خاصة الجزائر.
إن بلدا مثل الجزائر كان عبر عديد الأزمنة قدوة حضارية ونضالية؛ قادر على أن تكون دبلوماسيته الاقتصادية نموذجا يحتذى به.
بالأمس البعيد كان قوافل أجدادنا واليوم وغدا ستكون أنابيب الطاقة والمناطق الحرة والغد المشرق
احمد ولد بتار
Rapideinfo