“ضبابية إعلامية وتضخيم مبتذل في قضية اعتقال متهمين بتزوير الأدوية”
سادت أجواء من الضبابية والغموض، رافقها تهويل إعلامي مبالغ فيه، في قضية اعتقال متهمين بتزوير الأدوية. ورغم أهمية العملية التي نفذتها فرقة الدرك الوطني، والتي أسفرت عن مصادرة أدوية مجهولة المصدر وحبوب مهلوسة، فإن هذا العمل النبيل والمقدر لم يُقدَّم إعلاميًا بالشكل المهني الذي اعتدناه من الجهات الأمنية.
ومن الملاحظ أن قضايا مماثلة تتعلق بضبط كميات كبيرة من المخدرات والمؤثرات العقلية تمر مرور الكرام دون إعلان أسماء المتورطين أو تقديم تقارير إعلامية وافية عنها، خاصة في التلفزيون الرسمي “قناة الموريتانية”. لكن في هذه القضية تحديدًا، لوحظ تضخيم على منصات التواصل الاجتماعي، وصل حد التشهير بقبائل وجهات معينة، في خرق واضح لأبسط معايير المهنية الإعلامية.
أما تقرير قناة الموريتانية، فقد اتسم بالسطحية، وافتقر للموضوعية والمهنية الصحفية، إذ جاء أقرب إلى التهريج منه إلى العمل الإعلامي الجاد، بسبب المبالغة المفرطة في الشكر والثناء، وهو ما لا يدخل ضمن مهام الصحافة.
تطرح هذه المعالجة الإعلامية المثيرة للجدل العديد من التساؤلات حول خلفيات هذه القضية التي نُفذت، رغم كل ذلك، باحترافية عالية من طرف الدرك الوطني، كما عهدناه دائمًا في مثل هذه الملفات الحساسة
أخبار الوطن
تحرير
الصحفي
آبيه محمد لفضل