التأثير السلبي لمتابعي مشاهير التفاهة على بعض صناع القرار والنخب والعامة في موريتانيا

التأثير السلبي لمتابعي مشاهير التفاهة على بعض صناع القرار والنخب والعامة في موريتانيا

لم يعد من الغريب أن تتجه أغلب المجتمعات حول العالم نحو التجمعات المنفتحة التي أصبحت مأوى لأراذل القوم، ومع ذلك، لا تزال هناك أقليات تقود الأمم بحكمة، مستندة إلى تقاليد وأخلاقيات تختلف من بلد لآخر، سواء كانت الدول مسلمة أو غير مسلمة.

في معظم الدول، تُحكم المؤسسات التنفيذية والسياسية بأخلاقيات صارمة، بحيث يُعد من غير المقبول أن يُرى موظف رسمي أو سياسي في أماكن أو تجمعات لا أخلاقية. وإذا ما تسرّبت صور أو معلومات تُشير إلى تواجده في مثل هذه الأماكن، يُعفى من منصبه فورًا، أو يسقط سياسيًا وأخلاقيًا، حتى وإن احتفظ بشعبية شكلية.

لكن في موريتانيا، وللأسف، ومع موجة العولمة، وقع بعض صناع القرار والمثقفين في فخ متابعة “مشاهير التفاهة”، وبدؤوا يسعون خلف الظهور في منصاتهم، ولو كان ذلك على حساب القيم والأخلاق. أصبح الهدف هو الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين، ولو عبر صور مبتذلة وكلام فاحش لا يليق بمسؤول أو مثقف.

ما كان عيبًا ومستحيلًا في الماضي — أن يُرى موظف عمومي أو سياسي في محيط لا أخلاقي — بات اليوم مشهدًا مألوفًا. نشاهد مسؤولين كبارًا ومثقفين معروفين يزورون هذه المنصات ويدلون بتصريحاتهم من خلالها دون خجل أو تحفظ.

هذا التهاون أدّى إلى تراجع ملحوظ في هيبة الدولة، وأتاح لمشاهير التفاهة التحدث في الشأن العام، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، دون أي تأهيل أو مسؤولية. نشهد اليوم أشخاصًا بلا تعليم أو وعي قانوني يتحدّون القضاء والأمن في بث مباشر، وهذا التوجه، إن استمر، سيؤدي إلى تقويض ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، ويُضعف مكانتها داخليًا وخارجيًا

تحرير
الصحفي
آبيه محمد لفضل
موقع
اخبار الوطن

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: