الواحدة صباحا في نواكشوط هو الوقت الذي تكون فيه معظم الشوارع قد بدأت في طرح حمولاتها من السيارات التي كانت تملؤها طيلة النهار وجزءا كبيرا من الليل … والآن حان وقت الراحة والخلود للنوم، فتكون الشوارع هادئة والحركة منسابة بكل ارتياح لا يعكر صفوها سوى السيارات التي تظهر أمامك فجأة وتبدأ في مطاردة بعضها وتنظر لها كأنك تشاهد أحد أفلام هوليوود بمطارداتها المسرعة.
شوارع تفرغ زينه والتي تخلو من المارة في معظم أوقات الليل المتأخرة تعتبر من الأماكن المحببة لكل عشاق السرعة لإبراز عضلاتهم فيها والتسابق بصورة جنونية وهذا الأمر يصبح في كثير من الأحيان بمثابة تحد بين الأصدقاء لتحديد من الأسرع وأي سيارة هي الأقوى والأفضل والتي تسمح لها إمكانياتها بتجاوز كل محددات السرعة
والغريب في الامر ان معظم الذين يقومون بهذه المجازفات هم من صغار السن.. من هم في مرحلة المراهقة والذين يكونون في قمة عنفوانهم وكل هذه المخاطر تعتبر بالنسبة لهم تجارب جديدة يحبون أن يخوضوها وأن يثبتوا للجميع قدراتهم وإمكانياتهم الكبيرة؛ فكل ما يشاهدونه في الأفلام التي يتابعونها يكون مثارا للتحدي ويجعل الجميع في حالة تقليد كامل لكل ما يشاهدونه دون الأخذ في الاعتبار العواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث فإذا سلمت السيارة من الانقلاب في هذه الشوارع
الصنف الاخر هو مطاردة الرجال للنساء وهي مشاهد باتت مالوفة في شوارع العاصمة فكل امرة تقود سيارتها لوحدها في نظر بعض الرجال هي عارضة …ويقومون بمطاردتها
واقع مزعج:
يشتكي مواطنون في العاصمة نواكشوط من تنامي ظاهرة “التفحيط” في السيارات والسباق على المحاور الطرقية الحية وكذالك مراوغات البعض بشكل أصبح يشكل خطرا يهدد حياة المارة وحتى اصحاب السيارات والمحلات التجارية والسكان القريبين من الشوارع
وشكا مزاطنون لاخبار الوطن من تزايد سلوكيات اعتبروها بغير المقبولة من شبان وفتيات يختارون أوقات متأخرة من الليل لممارسة سباقات داخلية و”تفحيط” يقودون سساراتهم بشكل سريع، ثم الضغط بشكل مفاجئ على الفرامل لتدور السيارة حول نفسها عدة مرات، وتصدر العجلات صوتا عاليا على الأسفلت، معرضين حياتهم وحياة المارة للخطر أو الذين يقفون للمشاهدة على جانب الطرق
ويطالب بعض من تحدثوا لنا بضرورة الحد من هذه الظاهرة مؤكدين انه لا يكون بمنأى عن الأسرة التي يجب عليها أن تفرض رقابة ليس على السيارات فقط بل على الأبناء المراهقين الذين يريدون تجربة كل ما يشاهدونه والتحدث كثيرا معهم أو توفير اهتمامات أخرى لهم تشغل وقتهم لكي يخلدوا للنوم حينما ينتصف الليل ويمنعون بذلك الكثير
ويقول اخرون إن مثل هذه الظواهر الخطيرة تعتبر أشياء سالبة ويجب على الجميع العمل على محاربتها حفاظا على مستقبل الوطن وعلى أبنائه من الموت أو التعرض للحوادث العنيفة التي يكون نهايتها إن نجا الفاعل من الموت السير على كرسي متحرك فيفقد الإنسان قدرته على ممارسة حياته بصورة طبيعية ولهذا يجب أن يكون العقاب مشددا لمحاربة هذه الظاهرة وإيقافها فورا والعقاب هنا حينما يطبق على شخص واحد يكون بمثابة إنذار للبقية ويجعل الجميع يراجع نفسه مائة مرة قبل أن يفكر في القيام بالقيادة المتهورة وتعريض نفسه والآخرين للخطر.