أطر بتلميت …(خلاف بالفطرة)
    • أطر بتلميت ( خلاف بالفطرة )

 

    • صحيح أن منازل بتلميت ذات العمران المتواضع تنتشر بفوضوية بين الكثببين الغربي والشرقي ، لكن الإنتشار الفوضوي للعمران يصاحبه انتشار للعقول أكثر انتظاما وعدلا بين الساكنة فلا يخلو بيت من بين تلك البيوت من مهندس أو طبيب أو محاسب أو محامي أو أستاذ جامعي .

 

    • في بتلميت يتنفس الأطر السياسة ويتنافسون عليها

 

    • رغم وجود ألف سبب ليتحدوا إلا أن توجها سياسيا بعد يوليو 1978 غرس التنافس وعززه و رعاه ليصبح إختلافا وخلافا وصراعا على بقايا البقايا فحصدت المدينة تهميشا لها وإبعادا لأبنائها عن دوائر السلطة واتخاذ القرار .

 

    • وبنظرة أكثر تفحصا لأسباب وتداعيات ذلك التهميش نجد أن المدينة عانت من الحصار في طورين مختلفين اولها حصار اللجان العسكرية للمدينة وابنائها وتسخير وسائل الدولة الإستخباراتية لشق الصف وإشاعة الخلاف والإختلاف و ثانيهما مع بداية المسار الديمقراطي المتعرج حين قاد أحمد ول داداه المعارضة ضد نظام ول الطايع ، مصرا على بقاء بتلميت محاصرة داخل ” الشِعب الدادهي ” .

 

    • بالإضافة الى الجهود المخزنية آنفة الذكر فإن الخلاف البوتلميتي يتغذي من داخله ومن ماضيه ومن بنيته القبلية .

 

    • اليوم يبدأ موسم سياسي ليعيد ذكرى مواسم سياسية ساد فيها الخلاف والشقاق غير المجدين وما أيام الهياكل والبلديات الأولى بسر ، وحدث ولاحرج عن الخلاف داخل حزب معاوية ثم الخلاف والصراع إبان عشرية عزيز .

 

    • بنظرة من داخل بتلميت فإن الصراع البتلميتي يتمثل في حلفين أساسيين أولهما بزعامة الفخامة ول الشيخ سيديا وهو عالم ورع سليل دوحة كرم يتفق الكل على كرمه وحسن أخلاقه وإنفاقه في سبيل الله لكن خطواته وهو يصعد المنبر ليست بسلاسة خطواته في ممرات السياسة المظلمة وهذا ما يجعله يتكئ في يمينه على ضابط أمن من أفضل ضباط الوطن وأكثرهم حنكة الجينرال بلاهي ول أحمد عيشه أما في يسار الفخامة فيتجمع أفراد أقل خبرة من بلاهي وأكثر اندفاعا وتعطشا لممارسة السياسة أما الواجهة السياسية لهذا الحلف أو رجله في الحكومة فهو الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية وهو وزير ممتاز كسب خلال الأشهر القليلة له في القصر الرئاسي مكانة تليق به وبعائلته داخل أوساط العاملين في رئاسة الجمهورية لكن عدم خروجه من عباءة حلفه سلاح ذو حدين ففي حالة نجاح حلفه فإن ذلك يضمن له الوزارة أو السفارة في أدنى توقع أما في الحالة الأخرى فإن خروجه بأشهر من الوزارة مضمون .

 

    • الحلف الثاني يرأسه رجل الأعمال الناجح و الديبلوماسي العريق الرئيس أحمد سالم ول بونه مختار ويضم أعيانا من قبيلة أولاد ابيري يمكن لمن لايخشى المبالغة أن يقول أنهم السواد الأعظم لأولاد أبيري ومن ما لاشك فيه أنهم يمثلون سلطة المال والخزان الإنتخابي داخل القبيلة كما يضم هذا الحلف أيضا أعيان أحفاد العلامة المجدد بابه ول الشيخ سيدي وهم أحمد كلي ول الشيخ سيدي الوزير والسفير السابق والنائب السابق والمحامي البارز والسياسي المرموق الشيخ سيدي ول موسى ول الشيخ سيدي و الوزير السابق الإقتصادي الألمعي عبد الله ول سليمان ول الشيخ سيدي ولهذا الحلف أيضا جانبه الديني والروحي بوجود فضيلة الشيخ محمد فال ول الشيخ سيدي محمد بالإضافة الى أغلبية القبائل التي تسكن بتلميت من غير أولاد أبيري .

 

    • خلال النصف الأخير من العشرية العزيزية رجحت الحكومة كفة حلف الفخامة فكان الوزير من نصيبه وكذلك منتخبو المدينة بإستثناء النائب فؤاد ول محمد بونه ابن الرئيس أحمد سالم وهذا ما يجعل المرشح غزواني محرجا من الصراع البوتلميتي فهو يريد السير على نهج الرئيس عزيز لكن علاقة ود وصداقة ربطت غزواني بالراحل فضيلة الشيخ محمد الحسين زعيم أولاد ابيري تجعل غزواني يميل ميلا شديدا للحلف الثاني ومن المرحج أن يتعامل معه فبالإضافة الى علاقة غزواني بالشيخ محمد الحسين فإن هذا الحلف يمتلك من مقومات البقاء سواء كانت مادية وإنتخابية ما يجعله هدفا لأي مترشح للرئاسة في موريتانيا .

 

    • للأسف الشديد دخلت في تفاصيل الخلاف ولكن عذري أن المرض ما لم يتم تشخيصه فإن علاجه من سابع المستحيلات .

 

    • من أجل ذلك أرى أنه لو أستخدمت وجاهة الفخامة وعلمه في غير السياسة لأستعادت المدينة ألقها العلمي والإجتماعي ولأستعادت أمجادها الغابرة منذ أيام مؤتمر تندوجة ولو أستخدم رجال الأعمال أموالهم في استثمارات في مدينتهم لعادت لهم ولذويهم ولمدينتهم بفوائد لا تحصى ولو أقتنعت الكفاءات البوتلميتية بأنها تيكنوقراط من طراز رفيع وابتعدوا عن تسول الوظائف لأتتهم الدولة محتاجة لهم لأن الإطار البوتلميتي معروف على العموم بنظافة اليد والعفة عن المال العام ، ولو ترجم الحجم الإنتخابي لساكنة بتلميت الى وظائف انتخابية دون خلاف أو انانية لضمن ذلك لهم رئاسة المجلس الجهوي لأترارزة و عدة مقاعد في البرلمان عن بتلميت وانواكشوط واللائحة الوطنية وكذلك لائحة النساء و حقيبتين وزاريتين على الأقل .

 

    بقلم ول بتلميت

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: