صور فاضحة لساكنة لمغيطي في انواكشوط تبين كذب وزير الاقتصاد الموريتاني

قال وزير الاقتصاد والمالية مختار ولد اجاي في خرجاته الإعلامية ان موريتانيا بخير واقتصادها في نمو متزايد مقدما ارقاما فلكية تكذبها الأوضاع المعيشية للمواطنين ووالواقع المزري لسكانة الاحياء العشوائة في دولة الذهب والمعادن والحديد والزراعة يتقاضى .وزيرها المالي راتب 30مليون شهري .حيث كتب احد رواد مواقع التواصل الاجتماعية معلومات عن واقع حي لمغيطي محرجة لدولة تمتلك الكثير من الثروات وشعبها اقل من اربعة ملايين .
نزلت عن عتبة بوتيك السالم، بخطى متثاقلة، تشعر أن هموم العالم كله
علِقت بناصيتها و كأن غم أرملة وحده لا يكفي..
تخطو امباركة وهي تعلمـ أنه في ظلمة أزقة لمغيطي كل ظل قد يعني هلاكها، ويدب الرعب فيها حتى من طيف خرقة تتمايل مع الريح، فقد يُقتل الشخص أو ينشل ما بحوزته بغتة حين يمر من هناك. و يحدث هذا في ساعات المساء الأولى فكيف و قد تجاوز الوقت حدود العاشرة..
لذلك ما إن تقف على أعتاب لمغيطي حتى تشد العزم عن ذي قبل و تمتشق همتها و تعبر كثيب لمقيطي على عجل، فما عادت تبالي بمحمد الذي على ظهرها و لا بأواني كسكس فوق رأسها، تنتبه فحسب كي لا تتعثر بأسلاك “كُراه الكزره” المتشابكة في عموم لمغيطي..
تحرص أن تمر أمام الأخبية المسكونة فتقتبس من ضوئهم نورا لطريقها.. ولعلها تصادفهم داخلين أو خارجين فتلقي السلام على عجل و تطمئن على أحوال الجيران منهم..
وأخيرا تصل مباركه “امبارها”، كل شيء قد يعوزها إلا الإرهاق و التعب، نالت منه أكثر مما تخيلت..
نادت على زينب: وهاي كبظي خوك تكيه فرز لمبار..”، هذا “لمبار” هو كل ماتملكه هذه الأسرة من سكن حتى أنها لا تملك الأربعة أمتار التي بني عليها، وتنتظر منذ أكثر من عقد من الزمن وعودا بمنح قطع أرضية تمتد نحوها الطرق و أعمدة الكهرباء، ولكن شيئا لم يتحقق! ظل تقسيم القطع الارضية جزرة بيد المنتخَبين أمام سكان لمغيطي، يمنحون النزر القليل منها كي تظل الأبصار شاخصة إليهم و تظل أصوات الناخبين رهناً لإشارتهم، يدرك أهالي لمغيطي كم يساوَمون على أبسط حقوقهم و قد خبروا اللعبة جيدا لكن ما باليد حيلة و مالهم إلا الصبر و ألسنهم تلوك: “ألا يكولو بنهم لاهي يعطونا التراب يقير مارينا شي من ذاك”!..
أخذت زينب أخاها إلى حيث أشارت الأم، ارقدته و أخذت تربِت عليه و تدفئه بالبطانية كي يستغرق في نومه، ثم انزاحت في هدوء صوب كُراسها لتستكمل مراجعة دروسها، فرغم نوائب الدهر التي حلت بأسرتهم و التي تفوق فهمها و ادراكها أحيانا و تأسر هدوءها و تركيزها أحايين أُخرى، ظلت زينب تعشق الدراسة، بل تلوذ إليها حين تضيق روحها عن ضجة الحرمان و الأسى، كم شعرت بالفراغ داخلها منذ أن خرج أبوها محمد ولم يعد، لم يودع ولم يعد، و لن يرجع..
حتى أنه لن يكون مثل والد “الزينة” الذي هجر أبناءه مليا و طلق أمهم لكنه رغم ذلك يأتي و يتصل و إن نادرا و يرسل بعض الثياب و بعض المال، لكنه لم ينقطع عنهم..
زينب لن تدرك الآن هول الفقد و أي فقد، بل ستتجترع مره و قذعه رويدا رويدا، وحتى تستحيل بعض أيامها و لياليها سرابا، فمن لها بعد أن جعل الموت سور سلامها دكاً و نزع عنها ستر الأب و كساها اليتم أبدا!.. و هي أبنة مجتمع يحكمه ضيق ذات اليد فيمسك عطف العم و الخال و الأخ حتى و أنهم قالوا قديما “لماهو فليد ماتكلعو العزه” و إن أراد ذووها مد يد العون فسيظل ذلك ضئيلا و زهيدا لشدة فاقتهم و عوزهم..

دخلت امباركه مطبخهم “لبنيطرة السقيره”، تريد أن توقد النار لتستأنف إعداد العشاء، فتنادي على ابنها سعيد: :وهاي جيبلي عالمت نكدي تحت لعشا، ذ الصّام الا كيف ال ما فات مستو النار!..”

يتواصل

منقول

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: