كما قيل قديما فإن غباء خصمك يعتبر اقوى سلاح يفتك به وأنت تتفرج.
ذلك هو ما تحقق مع أحد خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية, حينما سكت دهرا ونطق فُجرا, وهو يجيب على سؤال صحفي موريتاني عن مبررات الاستمرار في إبعاد قائد شرطتهم السابق وتجاهل معاناته.
خرجت إجابات الوزير الوهمي عن اللياقة الدبلوماسية التي كان من المفترض أن يتحلى بها من يدعي قيادة الدبلوماسية, ومثلت إساءة للبلد المضيف ولرموزه الذين يحظون باحترام الجميع.
لم يكن هجوم القيادي الانفصالي زلة لسان عندما اتهم قامات موريتانية سامقة بالعمالة, ولو كان بوسعهم اليوم أن يجيبوه لردوا عليه بالمثل العربي الشهير: (رمتني بدائها وانسلت), فهو العميل الذي باع وطنه لنظام الجنرالات في الجزائر بثمن بخس.
فقصة قادة الجبهة الانفصالية مع بغض الموريتانيين وحسدهم والتنكيل بهم وقتلهم قديمة ومتجذرة حتى مع أؤلائك الذين ذهبوا معهم في سراب الانفصال.
وبمقارنة بسيطة بين من وصفهم الوزير الوهمي بالعملاء والخونة, ومن طاردوا خيط دخان يسمى البوليساريو وقاتلوا معه وعرضوا أرواحهم للخطر في سبيل تحقيق السراب, نجد أن الموريتانيين الذين دافعوا عن وحدة أراضي المغرب وضعهم المغاربة على رؤوسهم, ومنحهم العرش العلوي المناصب والأوسمة, وسخروا مكانتهم المرموقة داخل المغرب لخدمة ذويهم وأصدقائهم الذين زاروا المغرب لهذا السبب أو ذاك, بينما كان مصير من حمل السلاح مع الجبهة الانفصالية القتل والتشريد والسجون والتخوين ضمن ما عرف “بخلية موريتانيا”.
لم اعتذار القيادي الانفصالي, الذي تحدث بما يضمره وقادته ورفاقه, سوى ذر للرماد في العيون, خاصة أن الاعتذار جاء مقتضبا وفي مقابلة خاصة, في حين أن الإساءة تمت في مؤتمر صحفي حضرته عشرات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
إن جريمة التحدي والطعن في الرموز التي أقدم عليها مسؤول التسويق في الجبهة الانفصالية يجب ألا تمر دون عقاب, خاصة أنها حملت احتقارا لموريتانيا تمثل في التطاول على رموزها داخل البلد, وتدخلا في الشؤون الداخلية للبلد دون مراعاة لمشاعر المواطنين ولا لهيبة الدولة.. لذلك فنحن نرفض اعتذاره جملة وتفصيلا.
إسماعيل الرباني/ المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء