الشهادة على زمن التأسيس، التي تدلي بها هذه الأيام، عبر قناة شنقيط، السياسية والناشطة الاجتماعية فيفي بنت أفيجي، تستحق المتابعة والإشادة، وأنت تستمع إلى هذه السيدة الوقورة، تحس بأنها تسرد الأحداث كما هي دون أقنعة أو رتوش، وهو أمر نادر وصعب جدا، في وطن يقول فيه المثل الشعبي “ويل للشعر من رواته” والمقصود: “ويل للتاريخ من رواته”.
السيدة بنت أفيجي وثقت شهادتها بمجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة، توقظ في النفس بقايا حنين إلى الزمن البسيط والجميل، واستطاعت بذلك أن تقدم واحدة من أفضل وأنصع الشهادات على حقبة، ما زالت بحاجة إلى أن ننفض عنها الغبار وأن نستنطق أحداثها بشيء من الموضوعية، بعيدا عن عقلية حروب الخنادق.
شهادة هذه السيدة تؤكد مرة أخرى أن هناك أصواتا كثيرة، تضيع كل يوم وسط الزحمة ويبتلعها النشاز وأنه علينا أن نفتش عن تلك الأصوات، إن نحن أردنا أن نعيد لهذا الوطن المعطوب بعضا من ذاكرته المفقودة.
بقلم: البشير عبد الرزاق