مع بداية العد التنازلي لعمر حزب الإنصاف الافتراضي: ترقب تغيير الاسم والوجوه المتلونة في مسرحية النفاق السياسي
بدأ العد التنازلي في موريتانيا لعمر حزب الإنصاف الافتراضي مع اقتراب نهاية المأمورية الثانية والأخيرة دستوريًا للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ما يعني أننا على أعتاب تغيير جديد في اسم الحزب الحاكم، في مشهد متكرر يعكس تقلبات السياسة الموريتانية التي لم تتغير إلا شكليًا، بينما يبقى جوهرها قائمًا على التملق والانتهازية السياسية.
من “حزب الهياكل” في عهد ولد الطايع، إلى “الحزب الجمهوري”، ثم “حزب عادل” في فترة سيدي ولد الشيخ عبد الله، و”حزب الاتحاد” في عهد محمد ولد عبد العزيز، وصولًا إلى “حزب الإنصاف” في عهد ولد الغزواني، كانت الأسماء تتغير، لكن الوجوه المتلونة تظل هي ذاتها، تبرع في إعادة تموضعها مع كل مرحلة جديدة، تتزين بشعارات زائفة وتدعي الإصلاح، بينما هدفها الوحيد هو البقاء في المشهد بأي ثمن.
ولعل من أبرز مظاهر النفاق السياسي في الفترة الأخيرة، مواقف شخصيات بارزة، مثل الوزير الأول الحالي مختار ولد أجاي، الذي كان أحد أبرز أبواق العشرية الماضية، حين كان يهدد المواطنين صراحةً بقوله: “من يريد الماء والكهرباء فليصوت لعزيز”، ويروج لإنجازات لم تتحقق قط. واليوم، بعد أن تبدلت المصالح، تحول إلى كاتب مقالات يهلل لإنجازات ولد الغزواني في قيادة الاتحاد الإفريقي، متناسيًا من كان بالأمس يصفه بـ”ولي نعمته”، الرئيس المسجون محمد ولد عبد العزيز.
وفي ظل هذه المسرحية السياسية المتكررة، ومع اقتراب نهاية مأمورية الرئيس ولد الغزواني، يبقى السؤال الكبير الذي يطرح نفسه:
ما هو الاسم القادم للحزب الحاكم؟ ومن هي الشخصية التي ستقود المرحلة المقبلة؟
بقلم
الصحفي آبيه محمد لفضل