“مدائن التراث في شنقيط: بين الإنجازات والنواقص”*
قرأت ما كتبه الموظف بمستشفى القلب، حبيب الله ولد أحمد، حول افتتاح مهرجان مدائن التراث في شنقيط، والذي ركز فيه على بعض الملاحظات المتعلقة بفوضوية بطاقات الدعوة واعتمادات الصحافة. وبصفتنا شهود عيان في موقع *أخبار الوطن*، فإننا نتفق معه في بعض النقاط ونختلف معه في أخرى.
*الإنجازات التي تحققت:*
لا يمكن إنكار أن مهرجان شنقيط هذا العام شهد خطوات إيجابية غير مسبوقة، كان من الواجب التركيز عليها:
1. تنظيم توزيع المخصصات المالية:
لأول مرة، وضع الوزير الحسين ولد مدو ضوابط صارمة لاستلام المخصصات المالية. حيث أصبح تقديم أي خدمة – إعلامية، فنية، مسرحية – شرطًا لاستلام المبلغ بعد العودة إلى نواكشوط، وبعد تقييم الأداء. هذا القرار حدَّ من الفوضى والاحتيال الذي ساد في النسخ الماضية، حيث كان البعض يتسلم الأموال دون تقديم أي خدمة تُذكر.
2. تحسين مخصصات الضيافة:
لأول مرة، استلمت ساكنة شنقيط مخصصات الضيافة والمنازل قبل افتتاح المهرجان بشهر كامل، وبضمانات محلية. هذا القرار يعكس جدية في التحضير للمهرجان، وهو ما لم يحدث في النسخ السابقة.
3. تحقيق حضور ثقافي متميز:
على الرغم من غياب بعض الشخصيات العالمية لأسباب خارجة عن الإرادة، إلا أن المهرجان حرص على استقطاب مشاركة نوعية ونشر التراث المحلي، وهو الهدف الأسمى لهذا الحدث.
*النواقص والملاحظات:
ومع هذه الإنجازات، لا يزال المهرجان يعاني من بعض النواقص التي تحتاج معالجة:
1. فوضى بطاقات الصحافة:
الوزارة وزعت بطاقات دعوة دون أسماء أو صور، ما فتح الباب أمام غير الصحفيين لاستغلال الوضع والظهور في مشاهد محرجة، كما حدث في الفيديوهات المنتشرة.
2. التنسيق والإشراف على الوفود:
تأخر بعض الشخصيات المدعوة – مثل المؤرخ الفرنسي – بسبب سوء التنسيق، وهي نقطة يجب تداركها في المستقبل لضمان حضور الشخصيات العالمية في الوقت المناسب.
3. الشفافية المالية:
في ظل الاتهامات التي طالت نفقات المهرجان، كان من الأفضل نشر تفاصيل الميزانية بشكل دقيق وشفاف لتفنيد الإشاعات، وتوضيح أوجه الصرف للرأي العام.
*كلمة أخيرة:*
كان على الكاتب، حبيب الله ولد أحمد، تقديم صورة متوازنة تعكس ما تحقق من إنجازات وما يحتاج إلى تطوير، بعيدًا عن التركيز على السلبيات فقط. كما أن الحديث عن “16 مليار أوقية” وزعت على النحو التالي
12 مليار الانجاز الطريق الرابط بين أطار وشقيط وتشييد محطة اذاعية وملعب وبعض المنشآات ًالهامة يعتبر مجود كلام فارغ
دون أدلة دقيقة يساهم في نشر المغالطات التي يروج لها البعض على منصات التواصل الاجتماعي.
*ختامًا،* يبقى مهرجان مدائن التراث فرصة لتعزيز الثقافة الوطنية، بشرط التركيز على معالجة النواقص بقدر الاهتمام بتثمين الإنجازات التي تحققت
.
*ملاحظة الحسن لبات: انتقاد في غير محله”*
تناول الحسن لبات ما أسماه *”فضيحة مدائن التراث”* بسبب غياب المؤرخ الفرنسي العجوز، وهو نقد لا يبدو في محله، بل افتقر إلى الموضوعية والإنصاف.
كان على الكاتب أن يبيّن أن غياب المؤرخ لم يكن بسبب تقصير من الوزارة، بل لظروف خارجة عن الإرادة، حيث تأخر المسؤول عن مرافقة الضيف على موعد الطائرة، ورفض المؤرخ السفر بالسيارة بسبب وضعه الصحي. هذا موقف بشري عادي لا يستحق أن يوصف بالفضيحة.
الأولى بالحسن لبات أن يسلط الضوء على فوضى النسخ السابقة، حين استلم البعض مخصصات ضخمة دون تقديم أي خدمة، أو مغادرة نواكشوط، بدل تضخيم موقف عابر يمكن أن يحدث في أي تنظيم دولي.
نقد كهذا كان عليه أن يكون موضوعيًا، مركزًا على الإيجابيات التي تحققت هذا العام، مع الإشارة للنواقص الحقيقية التي تحتاج إلى تدارك، بدل تضخيم حدث هامشي.
بقلم
الصحفي
آبيه محمد لفضل