لا أفهم حساسية البعض من الحديث عن الرق في الموروث الفقهي، والدعوة إلى مراجعة الدرس الفقهي ليتخلص مما يعتبر تشريعا أوتكريسا للاسترقاق، أومما لم يعد يترتب عليه عمل.
نعم الإسلام لم يأت بالرق، وما جعله من أركانه ولا حتى من مرغوباته، وأغلق الأبواب المؤدية لجديده، وفتح مسارات العتق للقضاء على قديمه، والراجح بناء على الأدلة واستحضارا للمقاصد وتفضيلا لاجتهاد أهل النظر والفهم أن ترك باب استرقاق أسرى الحرب في الجهاد كان سياسيا (بصفة الإمامة) ومعاملة بالمثل (سلوك الآخرين) ومؤقتا (ليس مطلقا في الزمان وفي كل جهاد)
أما ممارسة الرق في تاريخ هذا البلد فقد كانت ثلمة وظلما، اتخذت له مبررات كثيرة ومنها الخطاب الديني، وأي تعلق به أوتبرير له مخالفة للشرع، وسبة في العصر، وإساءة لقطاع واسع من ساكنة هذا البلد، التي تستحق على الدولة والمجتمع تعويضا وتمييزا وجبرا لمظالم الأمس وتحديات اليوم.
حدثوا الناس بما يفهمون، ولاتربطوا دين الله ووحيه بفهوم وممارسات تنتمي إلى وقتها ومقيدة بتقاليدها.
الإسلام دين تحرر وانعتاق وانسانية، ولا معنى للإساءة إليه بممارسات لم تلتزم بأحكامه وخالفت مقاصده وأهدافه.