مسرحية سيئة الإخراج سُمِّيت “لقاء الرئيس بالصحافة” زوراََ و بهتاناََ.. (مهزلة)

لقد كان لقاء القصر بالصحافة وجبة معلبة، كان لقاءا كرنفاليا ما جعل كثيرين يرون أنما تم إنفاقه في العشاء و التفنن في إظهار الولاء كان أولى أن يوجه إلى الأفواه الفارغة و البطون الخاوية..

لم يكن هذا اللقاء ليلبي حاجة الموريتانيين المتلهفين من رئيسهم لمعرفة حقيقية بلدهم في ظرفية خاصة من تاريخه السياسي حيث تقرع طبول الحرب قريبا من حدوده من جهة و يعيش داخليا على وقع التجاذبات الثنائية التقليدية “المعارضة و الموالات” من جهة ثانية و لم يكشف اللقاء عن منظور استراتيجية تتصدى للبطالة القاتلة أو تكبح جماح أسعار متلظية أو تتعاطى مع واقع الأكثرية السكانية التي يطحنها الفقر و المجاعة و تعجز عن تأمين ضروراتها في مجالات السكن و العلاج و أمور أخرى كما لم يجب اللقاء على السؤال الذي يطرحه الموريتانيون و المتعلق بالتلاعب بالثروة الوطنية و من إنفاق زائد خارج عن سلطان الرقابة من خزينة الدولة إبان العشرية المميتة.

لقد شكل هذا اللقاء سابقة في تاريخ اللقاءات الرئاسية حيث لم يتم خطاب الجماهير مباشرة كما تم انتقاء المحاورين على ملة العهد البائد فكانت الزبونية و العشائرية و الإديولوجية بل التبعية العمياء السمة الأبرز في جلب المحاورين و جعل الرئيس يتقوقع داخل سياج فرضه عليه مدير ديوانه و بقية القطيع في بلاط الرئاسة..

و قد ولد الإقصاء الذي اتبع نقمة سيكون لها التأثير الكبير في نشوء حالة ثورية ضد نظام لما تكتمل معالمه بعد، و إنطلاقا مما سبق فإننا نحيط القائمين على اختيار المحاورين أننا كنا أن عهد المحسوبية و الزبونية قد ولى غير مأسوف عليه و أن الأجندة الأحادية في التسيير الإداري عفا عليها الزمن و نذكر رئيس الجمهورية أن بطانة السوء أضلت “معاوية” على علم و أغرقت “سيدي” في اليم و لم تمنع “عزيز” من سهام الأصدقاء النارية و نتيجة لذلك فإننا ندعوا بضرورة المساواة بين المواطنين في الحقوق و الواجبات كما نحذر من العواقب الوخيمة لسياسة “اللامبالاة و اللاعدالة” التي اتبعت في التعامل مع ممثلي الصحافة الوطنية فإنه من غير المقبول أن تمنح بطاقات دعوة حتى و لو كانت صورية لبعض الصحفيين و يحرمها البعض الآخر فتلك سياسة مقيتة من سياسات ما قبل “تعهداتي”.

إنه لا مكان في موريتانيا اليوم، موريتانيا العدل و المساواة و الحرية، لا مكان فيها للغبن و لا الإستغلال كما لا مكان فيها لإتباع الهوى في تسيير الشأن العام فهناك شخصيات ماكرة تحيط برئيس الجمهورية لا تركن إلى الوئام و السكينة و تنتهج سياسة “فرق تسد” قصد عزل الرئيس عن أقرب الداعمين له و خلق المشاكل بينه مع الآخرين و ذلك للإستأثار بالسلطة و التحكم في القرارات التي يصدرها..

رئيس التحرير لموقع “السبيل” :

جمال ولد عبد الله…

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: