وقد سجلت هذه العادة الرمضانية حضوراً دائماً قبل سنوات طويلة في رمضان، يكاد في وقتنا الراهن يختفي بموريتانيا “المسحراتي” الذي ينادي ليلاً لإيقاظ النائمين إلى السحور.
ويرتبط شهر رمضان في بلادنا بالعديد من العادات والتقاليد التي لا يتوانى المواطنون عن إحيائها، منها ظاهرة “المسحراتي”، أو كما يعرف بالطبال في بعض دول الجوار نسبة إلى الطبل الذي يضرب عليه بالعصا، بالإضافة إلى صوته الشجي المرافق للصوت الذي يصدره الطبل من أجل إيقاظ النيام والإعلان عن بداية وقت السحور.
وعرفت فكرة المسحراتي قديما لإيقاظ الناس من أجل التسحّر، وبرغم أن الفترة الأخيرة شهدت تطوراً تكنولوجياً ووجود ساعات ومنبهات في كل المنازل، إلا أن المسحراتي ظل أشهر طقوس الشهر الكريم وحافظ على وجوده، في عدد كبير من البلدان الاسلامية منها جمهورية مصر حيث تشتهر كل منطقة أو شارع في مصر بوجود مسحراتي يعرف أهل منطقته جيداً ويتجول للنداء عليهم كل باسمه قبل أذان الفجر بوقت كافٍ من أجل الاستيقاظ.
وفي عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، لجأ المسلمون إلى فكرة تشبه المسحراتي لمعرفة وقت السحور في ظل عدم وجود ساعات أو طريقة للاستيقاظ، من خلال أذان بلال بن رباح للبدء في السحور، فيما يعرفونه بـ”المنع” عن الطعام وبدء الصيام بالأذان الفعلي للفجر بصوت عبد الله ابن أم مكتوم.
و اتخذت مهنة المسحراتي بعداً فنياً على يد الشاعر فؤاد حدّاد والموسيقار الراحل سيد مكاوي، حيث انطلق مسحراتي الإذاعة، وفي العام 1964، ومع انتشار التلفزيون أبدع “مكاوي” في مزج هتافات المسحراتي مع الوعظ والإنشاد.