تفاجأ متتبعوا المسرح السياسي بالشعبية المتنامية للمرشح لعمدة تفرغ زينه حم اعبيدنه، تلك الشعبية التي ظهرت تتزاحم عند مقرات حزب إيناد، الحزب الذي يترشح منه حمَّ، وهو ذاته الحزب الذي اضطر إلى أن يؤجر مقرا جديدا لحملة المرشح المذكور، ويغلب الظن أنه سيستأجر مقرات أخرى لذات المرشح.
شعبية حم المتنامية والمتزايدة صارت حديث الساعة في الحوزة الترابية لبلدية تفرغ زينه، وخارجها، كما جعلت مختلف الأحزاب المترشحة تخشى أن تكون للمرشح كواليسُ قوية، قد تجعله مفاجأة الموسم الانتخابي القادم.
ويرى الخبراء في السياسة المحلية أن شعبية حمّ هي نتاج طبيعي لشبكة علاقات واسعة، يمتلكها الشاب المتحمس، إلى جانب علاقات قوية تجمعه بالطيف الشبابي الذي كان يقف وراء أحد مرشحي البلدية البارزين، فيما يرى آخرون أن زيادة منسوب شعبية ـ الفتى اعبيدنه ـ أساسها حالة التماهي مع الطبقات المسحوقة، التي هي من شجعته على ولوج باب الترشح، إلى جانب دخوله في تحالفات قوية مع الطبقات العمالية، وأصحاب الحرف، وشبكات الشباب، وطيفِ واسع من المجتمع المدني صحافةَ وجمعيات ومنظمات وأحزاب.
الظاهرة “حمّ” لفت الانتباه إلى حركية وديناميكية شبابية يمتلك ناصيتها، وتفانِ في تحصيل الشعبية، أظهره منذ الوهلة الأولى، حين كان ينزل إلى الميدان مع شباب سياسي متمرس، يجمع الشعبية بحنكة وأناة وصبر.
ولعل وطنية حمّ، الظاهرة في قدرته على الحديث باللهجات الوطنية، هي التي ـ كما يرى البعض ـ ساعدت على جعله ظاهرة سياسية، قد يسطع نجمها في الحملة المقبلة.
ضِف إلى ما سبق أن خطاب حمّ المرشح ينأى عن السب والقذف والقدح والذم، وكل ما يمس بالسمعة والاعتبار، ويستجيب للتطلعات المشروعة للكادحين والرأسماليين على حد سواء، فالرجل يسعى إلى فرض سياسة مالية معتدلة للبلدية، لا تستنزف الأغنياء، وترحم الضعاف، وتسعى لخلق طبقة وسطية بين الفريقين.
لكل ما سبق يعتقد متتبعو الشأن السياسي أن الجماهير الغفيرة، التي تقف بباب إيناد، متتبعة مسارات العمدة ـ حمّ، قد تشكل ضربة مفاجئة لقوى سياسية متصارعة.
لمام الحضرامي