يتعامل مكتب الإعلام الرئاسي بطريقة غريبة ومستحدثة مع هيئات الصحافة المستقلة، حيث يتعامل معها المسؤولون عن الأنشطة الرئاسية بأسلوب مهين ومذل تارة، وبتهميش وتغييب عن الأحداث الوطنية المهمة في أغلب الأحيان، كرفع العلم الوطني وحفلات العشاء المقامة على شرف الملوك والأمراء والرؤساء الأجانب.
إذ لم يتلق رؤساء الهيئات الصحفية دعوات رسمية من رئاسة الجمهورية لحضور الأنشطة الرسمية ، إلا مرة واحدة منذ رحيل الرئيسين المرحوم اعل ولد محمد فال وسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، كانت في حفل رفع العلم الوطني بأطار، وكانت نهايتها مذلة حيث رفض الرائد عالي ولد علوات رئيس فرقة الحرس الرئاسي المرافقة للرئيس السماح لهم بالدخول في سابقة من نوعها وبأسلوب يفتقد إلى الدبلوماسية والتحضر.
تعامل يراه المراقبون للشأن المحلي نتاجا طبيعيا لغياب مستشارين إعلاميين لرئيس الجمهورية يمتلكون خبرة في الميدان، تتيح لهم فهم المعاني السياسية العميقة لتغييب الصحافة المستقلة عن الأنشطة الرسمية.
ولا أدل على ذلك من تحكيم جهات في الإعلام لا علاقة لها به، سوى استغلال النفوذ، وهو ما يظهر جليا في الخرجات الرسمية والمؤتمرات الصحفية لرئيس الجمهورية والتي أصبحت حكرا لنافذين يقترحون أشخاصا موالين لهم، أحيانا لا تربطهم صلة بالحقل الصحفي من الأساس.
اتلنتيك
