تعهدات على الورق… ومعاناة على الواقع
اللويبدة في ولاية إينشيري بين الجهد الشعبي والتجاهل الرسمي
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها ساكنة اللويبدة للنهوض بقريتهم — من بناء محظرة لتحفيظ القرآن الكريم والمتون الفقهية، وزراعة الأرض، وغرس واحات النخيل، إلى إطلاق مشاريع عمرانية أُنجزت بعرق الجبين وتضحيات جسام — إلا أن هذه المبادرات تُقابل بتجاهل تام من قبل السلطات الإدارية، والمنتخبين المحليين، وشركات التعدين الناشطة في المنطقة، مثل MCM وتازيازت.
تستنزف هذه الشركات ثروات باطن الأرض منذ سنوات طويلة، دون أن ينعكس ذلك بأي أثر ملموس على حياة السكان.
ما يجري في اللويبدة يُعدّ انتهاكًا واضحًا لتعهدات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي التزم أمام الشعب الموريتاني بـ:
1. توفير مياه الشرب في المناطق الريفية والهشة.
2. دعم الزراعة وتوفير المعدات والبذور والأسمدة.
3. تحسين الخدمات الصحية وتأمين سيارات إسعاف.
4. إصلاح التعليم وتوفير معلمين مؤهلين ومقيمين.
5. تعزيز البنية التحتية وفك العزلة.
6. إطلاق مشاريع شبابية واجتماعية في مناطق التعدين.
7. دعم المواد الأساسية عبر “دكاكين التآزر”.
لكن، أين هذه الالتزامات من واقع اللويبدة اليوم؟
نواقص قاتلة… ومعاناة يومية:
1. انعدام مياه الشرب، ما يدفع الأهالي لاستخدام مياه مالحة أو ملوثة.
2. ندرة المياه الزراعية، ما يعيق جهود المزارعين رغم حماسهم واستعدادهم.
3. غياب تام للدعم الزراعي: لا معدات، ولا أدوات، ولا خبرات فنية.
4. سدّ تالف منذ سنوات دون أي ترميم، رغم دوره الحيوي في تجميع المياه وتحسين جودة الآبار.
5. غياب سيارة إسعاف، ما يعرض حياة المرضى للخطر عند كل حالة طارئة.
6. لا وجود لمعلم مزدوج مقيم، ما يُضعف مستوى التعليم ويؤثر على تحصيل الأطفال.
7. انعدام دكاكين “التآزر” المدعومة، رغم الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية.
8. لا مساهمة حقيقية من شركات التعدين تجاه السكان القاطنين بجوار أنشطتها.
لماذا لا يستقر السكان؟
العيش في اللويبدة أشبه بالمغامرة اليومية:
– الأسر تكافح من أجل تأمين مياه الشرب.
– المرضى يُنقلون في ظروف بدائية تُهدد حياتهم.
– الأطفال محرومون من تعليم منتظم وفعّال.
– الفقر ينهش الكرامة في ظل الغلاء وغياب الدعم.
هذا الوضع القاسي يدفع كثيرًا من الأسر للنزوح نحو المدن بحثًا عن أبسط مقومات الحياة، ما يُفرغ القرية من طاقاتها ويُعطّل تنميتها.
اللويبدة تنادي بحقها في التنمية… فهل من مُجيب ?