موريتانيا: العد التنازلي لاختيار خليفة الرئيس ولد الغزواني يبدأ وسط ترقب سياسي واسع
نواكشوط – بدأت ملامح العد التنازلي لمرحلة ما بعد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تتضح في المشهد السياسي الموريتاني، في ظل تصاعد الحديث عن التحديات المتعلقة باختيار الشخصية التي ستخلفه مع اقتراب انتهاء مأموريته الدستورية الثانية والأخيرة.
ويُلاحظ أن أوساط الأغلبية الحاكمة تشهد حالة من الترقب، بل والانقسام، حول هوية القائد المقبل للبلاد، ما يفتح الباب أمام عدد من السيناريوهات السياسية. من بينها احتمال تكرار مشهد “العشرية” من خلال تنظيم مهرجانات جماهيرية قد تنطلق من ولايات الجنوب، تطالب بتعديل الدستور لتمكين الرئيس من الترشح لمأمورية ثالثة. ورغم أن الرئيس الغزواني أظهر مرونة سياسية وتقبلاً للآخرين، على عكس سلفه محمد ولد عبد العزيز، إلا أن هاجس المصير السياسي بعد الخروج من السلطة قد يدفعه إلى إعادة النظر في موقفه.
وفي حال قرر الرئيس اختيار خليفة له دون العودة إلى المشاورات الواسعة مع الأغلبية والمعارضة، فقد يتمكن من تجاوز بعض الانقسامات، لكنه بذلك سيُحرج أجزاء من تحالفه السياسي. أما في حال قرر الانفتاح على مختلف الأطراف بحثاً عن توافق، فإن فرص الانقسام ستكون أكبر، خاصة في ظل الخلافات الصامتة بين مكونات الأغلبية نفسها، وأجواء التوتر التي أعقبت اعتقال الرئيس السابق ولد عبد العزيز في قضايا فساد.
وفي خضم هذه الأجواء، يلاحظ مراقبون نشاطاً سياسياً متزايداً للوزير الأول مختار ولد أجاي، ترافقه حملة إعلامية لافتة عبر وسائل إعلام تنتقد أداء الرئيس. ويرى بعض المحللين أن هذه التحركات قد تكون مؤشراً على حملة انتخابية مبكرة، خصوصاً أن زيارات الوزير الأول الميدانية – التي يفترض أن تكون من صلاحيات رئيس الجمهورية – أصبحت أكثر حضوراً مقارنةً بتراجع الظهور الميداني للرئيس ولد الغزواني في الفترة الأخيرة.
ويطرح هذا الواقع علامات استفهام حول الترتيبات السياسية المقبلة، واحتمال دخول البلاد في مرحلة تنافس داخلي قوي قد يعيد تشكيل المشهد السياسي كلياً.
وبين هذا وذاك، تبقى الأشهر القليلة القادمة حاسمة في كشف ملامح الشخصية التي ستخلف الرئيس الغزواني، في واحدة من أكثر المراحل حساسية في التاريخ السياسي الحديث لموريتانيا
أخبار الوطن
تحرير
الصحفي آبيه محمد لفضل