منجم “التماية”: بين شعبوية المنقبين وتلاعب النافذين… والخاسر الأكبر خزينة الدولة في ظل ضعف وزارة المعادن

منجم “التماية”: بين شعبوية المنقبين وتلاعب النافذين… والخاسر الأكبر خزينة الدولة في ظل ضعف وزارة المعادن

كان موقع “أخبار الوطن” السبّاق في كشف تفاصيل مصادرة منجم “التماية” خلال الأيام الأخيرة من حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز. حينها، سُحبت الرخصة من شركة “تازيازت” قبيل بيعها إلى شركة “كيروس تازيازت”، بعد محاولات الأخيرة تسوية الرسوم المتأخرة عليها بدعم من نواب نافذين كانوا يستفيدون من صفقات داخل الشركة التي تتجاوز مداخيلها مليار أوقية شهريًا.

وزارة النفط آنذاك أعادت التفاوض مع الشركة وطالبتها بدفع مبالغ مالية معتبرة، بالإضافة إلى شروط تتعلق بمشاركة الدولة في الأرباح وتوظيف العمالة المحلية. إلا أن الشركة رفضت، وأقنعها بعض النافذين بأن الرئيس على وشك مغادرة السلطة، مما دفعها لطلب إعادة الترخيص مقابل مبالغ زهيدة، على حساب خزينة الدولة.

مع بداية حكم الرئيس محمد ولد الغزواني، أعاد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز طرح ملف منجم “التماية” خلال مؤتمر صحفي. وقد كنت شخصيًا، بصفتي ممثلًا لموقع “أخبار الوطن”، صاحب السؤال الموجه للرئيس بشأن قانونية استحواذ كيروس تازيازت على المنجم. وقد أجاب بأن الشركة لم تدفع الرسوم في الآجال القانونية، ما استوجب سحب الرخصة من طرف وزارة المعادن بطريقة قانونية. وأضاف أن بعض النافذين حاولوا التدخل، لكنه رفض ذلك وصرّح أن الشركة يجب أن تدفع ما عليها من مستحقات، أو يُترك المنجم للمنقبين التقليديين إلى حين إيجاد مستثمر جاد ومحترم.

الرئيس الغزواني هو الآخر رفض منح رخصة جديدة للمنجم، لكن النافذين، مدعومين بالشركة، لجؤوا إلى التحايل بطرق غير قانونية. وهكذا، تحول المنجم إلى أحد أكبر بؤر التعدين غير النظامي، في ظل ضعف واضح من وزارة المعادن، التي أصبحت رهينة لشعبوية المنقبين وتهديداتهم المتكررة بالتظاهر، بدعم من المستفيدين من الفوضى.

معلومات من داخل منطقة “التماية” الواقعة ضمن الدائرة الانتخابية لأكجوجت، تؤكد أن العديد من المنقبين قاموا بتأجير آبارهم لشركات كبرى حفرت إلى أعماق تصل إلى خمسين مترًا، في مخالفة صريحة لقوانين التعدين الأهلي، مع إدخال آليات ثقيلة ممنوعة قانونًا. وراء هذه الفوضى يقف نافذون يستخدمون أسماء مستعارة كواجهة للمنقبين، بعضهم من كبار المسؤولين والسياسيين، ما يفسر عرقلة التحقيق الذي دعت إليه وزارة المعادن لمعرفة من يستغل آبار التنقيب فعليًا.

وبين شعبوية المنقبين وتلاعب النافذين، تضيع مئات المليارات التي كان من المفترض أن تدخل خزينة الدولة من استغلال منجم “التماية”، وسط صمت رسمي يثير أكثر من علامة استفهام??????
تحرير
الصحفي آبيه محمد لفضل
موقع اخبار الوطن

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: