الفتاة الموريتانية في أمريكا، طليقة الشرطي، تجني على نفسها بخرجة إعلامية مثيرة للجدل
في خطوة مثيرة للجدل، ظهرت الفتاة الموريتانية المقيمة في الولايات المتحدة، طليقة الشرطي الموريتاني، في خرجة إعلامية تحدثت فيها عن تفاصيل خلافها مع طليقها. وعلى الرغم من أن حديثها لاقى تعاطفًا من البعض، إلا أن غياب رواية الطرف الآخر يضع تساؤلات كثيرة حول مصداقية ما قالت.
وقد سبق لي أن تناولت الموضوع في مقال مطوّل، لم أتناوله من زاوية ملكية المنزل محل النزاع فقط، بل ركزت على الجانب الإنساني، حيث إن الأسرة تتكوّن من أب وأم وطفلين ًوضحايا أيتامًا. الأمر إذًا لا يتعلق فقط بنزاع بين طليقين، بل بقضية أخطر تمس مستقبل أطفال لا ذنب لهم.
في مقالي، افترضت جدلًا أن ملكية المنزل تعود إلى الزوج، كما ورد على لسان البعض ، لكنني تساءلت: لماذا قبل الزوج بتشويه صورة أم أولاده عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل نسي أن أبنائه الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة يتابعون كل ما يُنشر في هذا العالم الرقمي القذر؟ لم يفكر الأب، على ما يبدو، أن الأموال قد تُسترجع، لكن الضرر النفسي على أطفاله لن يُعوّض.
المؤلم أكثر هو أن القضية خرجت إلى الرأي العام، وتحوّلت إلى معركة مفتوحة بين طرفين، دون اعتبار لمصير الضحايا الحقيقيين: الأطفال.
وقد تابعت اليوم مقالًا للزميل الصحفي العميد مختار بابتاح، يسرد فيه تفاصيل عملية الاحتيال التي وقعت ضحيتها الأسرة. المقال وصف العملية بأنها كانت منظمة، حيث انتهت بخروج الأطفال من منزلهم ليواجهوا مصيرًا مجهولًا.
حين تذكّرت دموع الفتاة التي استعطفتني سابقًا، وهي تبكي على وضعها وأولادها بعد أن تركها والدهم، لم أستطع تجاوز المفارقة: لماذا لا تبكي اليوم على الأطفال الأيتام الذين فقدوا والدهم إلى الأبد؟ لماذا خططت لعملية احتيال أخرجت فيها ضحايا أبرياء من منزلهم، رغم أن الخلاف كان مع طليقك فقط؟
مهما كانت مواقفك تجاه طليقك، فلا مبرر أبدًا لارتكاب ظلم بحق أيتام أبرياء، والزجّ بهم في أروقة العدالة بلا معين ولا نصير
تحرير أخبار الوطن
الصحفي
آبيه محمد لفضل