تساؤلات حول علاقة السلطة العليا للصحافة بالسفارة المغربية ودورها في تنظيم الإعلام
⸻
أثار لقاء جمع بين رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، ديدي ولد لحبيب، وسفير المملكة المغربية في نواكشوط، موجة من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين السفارة المغربية والجهات المسؤولة عن ضبط وتنظيم الإعلام في موريتانيا.
وتأتي هذه التساؤلات في سياق يتسم بفوضى الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم تناول مواضيع حساسة عبر منصات بث يديرها أشخاص يفتقرون لأي تأهيل مهني أو صفة قانونية تخولهم النشر، في ظل عجز واضح من السلطة العليا عن كبح جماح هذه الفوضى.
وكان كثيرون يتوقعون من السلطة اتخاذ إجراءات حازمة، مثل إغلاق الصفحات غير القانونية وتوجيه إنذارات للمنصات التي تروج لأخبار مضللة، خصوصًا فيما يتعلق بمواضيع الهجرة. لكن، وعلى عكس التوقعات، فُوجئ المتابعون بلقاء يجمع رئيس السلطة بالسفير المغربي، تناول موضوع تنظيم الإعلام، وهو مجال يُفترض أن يظل من اختصاص الهيئات الصحفية المحلية، التي لم يلتق بها رئيس السلطة منذ تعيينه.
وقد رفض ولد لحبيب استقبال رئيس أكبر تجمع صحفي في البلاد، الصحفي أبيه ولد محمد لفضل، بطريقة وصفها البعض بالمستفزة، في حين استقبل في الوقت ذاته أشخاصًا آخرين، لا تمثل علاقاتهم بالقطاع الإعلامي وزنًا مماثلاً لما تمثله تلك الهيئات.
هذا التصرف أثار استياءً واسعًا في أوساط الصحفيين، ودفع تجمع المؤسسات الإعلامية إلى إصدار بيان شديد اللهجة، طالب فيه رئيس السلطة العليا بالاعتذار، خاصة بعد أن استمر في استقبال السفراء وتجاهل ممثلي الهيئات الصحفية المعنية أولاً بتنظيم القطاع والرفع من مستواه.
ويؤكد المعنيون بالشأن الصحفي أن الأولوية يجب أن تُعطى لترسيخ المهنية في القطاع، عبر التطبيق الصارم للقانون المنظم للسلطة العليا ولحقل الصحافة والسمعيات البصرية