بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
– معالي السيد / رئيس البرلمان العربي؛
– معالي السيد/ رئيس الاتحاد البرلماني العربي
– معالي السيد / الأمين العام لجامعة الدول العربية؛
– السادة رؤساء المجالس والبرلمانات العربية؛
– أيها السادة والسيدات.
يسعدني في مستهل هذه الكلمة أن أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر وعلى حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة منذ وصولنا إلى مدينة القاهرة الجميلة.
ولا يسعني هنا إلا أن أنوه بالتنظيم الجيد لهذا المؤتمر مما سيساهم لا محالة في تحقيق ما نتطلع إليه من نتائج.
– أصحاب المعالي
– أيها السادة والسيدات
إن مؤتمرنا هذا يأتي في وقت تتسارع فيه الأحداث والتحولات على الساحتين العربية والدولية في محيط جيوسياسي معقد الأمر الذي يضعنا أمام تحديات سياسية وأمنية واقتصادية عديدة ومتنوعة تتطلب منا مزيدا من التعاون والتنسيق والتضامن لإيجاد أفضل السبل الكفيلة بالتعامل مع هذه التحديات بغية الحد من سلبياتها فضلا عن وضع إمكانياتنا المتاحة خدمة لمصالح أمتنا العربية.
وأود في هذا المقام أن أسجل بارتياح كامل كون انعقاد المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية ينعقد اليوم بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد البرلماني العربي.
فبذلك تتعزز الدبلماسية البرلمانية العربية ويرتفع سقف العمل العربي المشترك .
ولن يتأتى ذلك إلا بالترفع عن الخلافات والنزاعات واستبدالها بالتكاتف والمؤازرة والتضامن.
– أيها السادة والسيدات
إن ما يتعرض له أشقاؤنا الفلسطينيون الآن في عموم فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية من حرب إبادة جماعية وتجويع وتهجير قسري قد تعدى كل الحدود، وأصبح في حقيقة الأمر وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي كلل.
إن وضعا كهذا يحتم ضرورة التوصل العاجل إلى حل عادل وشامل ونهائي للقضية الفلسطينية العادلة.
فلا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الثابتة المشروعة على أرضه السليبة.
وفي هذا الإطار رحبنا بإتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بوساطة كل من جمهورية مصر العربية وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وعبرنا وقتها عن الأمل في أن يتحول هذا الاتفاق إلى هدنة دائمة إلا أن إسرائيل ظلت تماطل مع ممارسة شتى أنواع الاستفزاز.
ومهما يكن فقد سلطت الحرب الإسرائيلية الجنونية في غزة الأضواء على معاناة الشعب الفلسطيني وجعلت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومن ثم الصراع العربي الإسرائيلي في مقدمة اهتمامات العالم.
وهذا ما يحتم علينا اليوم اتخاذ إجراءات وتدابير مصيرية حاسمة تكون على مستوى التحديات القائمة.
ويتعلق الأمر أولا بالحاجة إلى تحيين مبادرة السلام العربية التي تم إقرارها بالإجماع في القمة العربية في بيروت سنة 2002 فضلا عن تفعيل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ووجوب تحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته بتنفيذ قراراته خاصة القرار رقم 2334 الذي رفض كافة أشكال الاستيطان وطالب بوقفه فورا في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس التي اعتبرها مدينة فلسطينية محتلة وأبطل أي ادعاء إسرائيلي بالسيادة عليها.
وفي هذا السياق يجب علينا أن نقف وقفة رجل واحد رفضا تاما وصارما للتهجير القسري للشعب الفلسطيني داخل أراضيه أو خارجها واعتبار أية دعوة أو مبادرة في هذا المعنى بمثابة جريمة ضد الإنسانية وخرق فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
إن ما تحتاجه غزة الآن هو إعادة الحياة وإصلاح أوضاعها وإعادة إعمارها في أسرع الآجال.
– أيها السادة والسيدات
لقد سبق أن أكدنا مرارا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية على أن منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تنعم بالسلم والأمن والاستقرار من دون الحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني الشقيق واستعادة حقه الثابت في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة الأراضي العربية المحتلة.
ولقد آن الأوان لصحوة دولية قانونية وأخلاقية جدية تنهي الاحتلال الإسرائيلي الهمجي وتضع حدا نهائيا لاختطاف إرادة السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس
محمد بمب مكت