زار وزير الثقافة، الحسين ولد مدو، أمس الصحفي حنفي ولد دهاه، الذي تعرض لاعتداء من قِبَل رجل أعمال شاب يُدعى زين العابدين، وذلك في إحدى العيادات الخاصة.
تُعد زيارة وزير الثقافة للصحفي حنفي رسالة واضحة من الحكومة الموريتانية، على لسان الناطق باسمها، بأن الاعتداء على الصحافة عمل جبان ومدان.
وتُبرز زيارة الوزير الوصي على الإعلام دعماً وحمايةً للمهنة الصحفية، وهو ما دفع بعض التجمعات الصحفية الكبيرة إلى تجاوز خلافاتها وإصدار بيانات شديدة اللهجة تُدين الاعتداء، أولاً على المهنة، وثانياً على صحفي يؤدي مهامه الإعلامية. وأجمعت هذه التجمعات على أن أي ملاحظات على الخط التحريري لأي صحفي لا تُبرر الاعتداء الجسدي أو المساس بكرامته.
ورغم هذه الجهود، فإن تقصير الوزارة الوصية على الإعلام في مراقبة المؤسسات الإعلامية ومحاسبتها، وفقاً لقانون الصحافة الجديد، الذي يُلزم جميع مقدمي الخدمات الإلكترونية باحترام أخلاقيات المهنة وعدم الإساءة أو التجريح، قد يكون أحد أسباب الاعتداء على الصحفي.
يمنح قانون الصحافة الجديد للوزارة الوصية على الإعلام المستقل صلاحيات واسعة، من بينها منع المؤسسات الإعلامية من الدعم العمومي وحرمانها من تسهيلات الولوج إلى الخدمات، في حال خالفت أخلاقيات المهنة أو تجاوزت الضوابط المنصوص عليها في التعهد الذي يقدمه المدير الناشر ويتم توثيقه لدى المحكمة.
إلا أن تجاهل الوزارة لممارسات التشهير وسب المواطنين من قِبَل بعض المؤسسات الإعلامية قد يُعرّض الصحفيين لخطر الاعتداء، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، لأنه يمس بمبادئ حرية الصحافة ويعرض الصحفيين العاملين للخطر في بيئة إعلامية يجب أن تكون محمية ومنظمة وفقاً للقانون.
تحرير أخبار الوطن