مقال الأستاذ ولد الرايس: مجرد مرافعة ضعيفة خارج أروقة المحكمة

مقال الأستاذ ولد الرايس: مجرد مرافعة ضعيفة خارج أروقة المحكمة

طالعتُ مقالًا طويلًا للأستاذ فضيلي ولد الرايس تحت عنوان “إلى الرئيس السابق عزيز”*. توقعت أن يكون المقال بداية اعتذار أو اعتراف، إذ لا شك أن الرجوع إلى الحق فضيلة، ولكن المقال جاء بعيدًا عن ذلك.

وبصفتي صحفيًّا معتمدًا لتغطية محاكمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لم أستفد من هذه المرافعات التي استمرت لسنتين أي معلومة جديدة تُفيدني كمتلقي ومتابع لأول محاكمة لرئيس غادر السلطة طوعًا، دون انقلاب، مسلّمًا منصب رئاسة الجمهورية لرفيق دربه الذي صاحبه أكثر من أربعين سنة.

بدأت المقال بتحذير الرئيس السابق من زملائه، ولعلّك قصدت – دون أن تدري – الإشارة إلى الرئيس الحالي، لكنك لم تصرّح بذلك بشكل مباشر. أما بقية المقال، فقد كان مجرد مرافعة طويلة ومملة بأسلوب أشبه بالمرافعات التي تُلقى في قاعات المحاكم.

خلال السنوات الماضية، تعدّدت المرافعات ضد الرئيس السابق، إلا أن مقالك الأخير زادها تفاصيل مكررة دون أن يضيف جديدًا أو يعزز مصداقية الطرح. كما أن مهاجمتك للرئيس السابق وهو في زنزانته عاجز عن الرد عليك تُعدّ أمرًا لا يليق بمقامك، خاصة وأنت قاضٍ متقاعد ومحامٍ، وصاحب مكانة وطنية معتبرة.

كان عليك أن تُحافظ على وقارك وألا تنزلق إلى أسلوب يشبه أسلوب منى بنت الدي ورفاقها من الكُتّاب الذين يُعرف عنهم الاستكتاب لصالح أطراف معينة، ومن بينهم بارونات المال الذين يقفون وراء المحاكمة المثيرة التي كتبت عنها.

لو أن هذا المقال كُتب أثناء مرافعتك كمحامٍ عن الطرف المدني في المحكمة، لكان من السهل تقبله باعتباره جزءًا من عملك المهني، الذي أدّيت اليمين على احترامه. لكنّ خروجك إلى الرأي العام بمثل هذا المقال، أعطانا الحق في نقده ومراجعته.

أيها المحامي، خلاصة القول: مقالك هذا، من وجهة نظري، كان تسلّلًا واضحًا يستحق البطاقة الحمراء. عليك أن تراجع نفسك، وأن تتذكر مكانتك كقاضٍ متقاعد وشخصية وطنية مرموقة، بعيدًا عن الانجرار إلى هذا الأسلوب الذي لا يليق بك.

يُفترض أن تكون المحاكمات فرصة لتحقيق العدالة، لا لتصفية الحسابات أو إرضاء الأطراف المتنازعة، سواء على مستوى الكتابة أو الترافع.

بقلم الصحفي آبيه محمد لفضل

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: