سياسيون وأطر ووجهاء في اترارزة يدفعون ثمن صناعة ظاهرة “الزيدنة” الوقحة أمام رئيس الحزب الحاكم*

سياسيون وأطر ووجهاء في اترارزة يدفعون ثمن صناعة ظاهرة “الزيدنة” الوقحة أمام رئيس الحزب الحاكم*

إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.

منذ بداية عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، اخترقت ظاهرة “الزيدنة” المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، حيث طغى التهريج الوقح وتمجيد القبائل والشخصيات على حساب القيم والأعراف. هذه الظاهرة، التي وجدت ترحيبًا واسعًا في أوساط بعض أطر الدولة ووجهائها، جاءت نتيجةً لتواطؤ هرم الدولة السياسي مع شخصيات تسعى للتلميع بأي وسيلة، حتى ولو كان ذلك على حساب الأخلاق والكرامة.

أبرز مثال على ذلك ما شهدته الحملة الرئاسية الأخيرة، حيث ظهرت شخصيات رسمية في مواقف مهينة، مثل الشخصية الثانية في وزارة الشؤون الإسلامية عندما طلب من أحد رموز “الزيدنة” تصويره. هذا السلوك يعكس انحدارًا أخلاقيًا مقلقًا بدأ يتغلغل في أوساط الدولة، ويُضعف مصداقية المؤسسات والقيادات.

منذ الاستقلال، ورغم كل المراحل الصعبة التي مرت بها البلاد، لم نشهد مثل هذا التراجع في القيم. ففي حقبة ولد الطائع، على سبيل المثال، كان من المستحيل أن يتواجد مهرجون أو شخصيات هامشية في المناسبات الوطنية والسياسية الكبرى. تلك المناسبات كانت حكرًا على النخب المؤهلة وصاحبة المسؤولية، بينما كان حضور الشخصيات الثانوية مقتصرًا على المناسبات الاجتماعية فقط، وهو ما يجب أن يكون عليه الأمر الآن.


اليوم، من الضروري تقزيم حضور هؤلاء المهرجين وإبقاؤهم في إطار المناسبات الاجتماعية البحتة، بعيدًا عن التأثير في مسار الدولة أو حضور المناسبات السياسية الكبرى. استعادة هيبة الدولة وقيمها تتطلب التزامًا صارمًا بمعايير الكفاءة والجدية في التمثيل السياسي والاجتماعي، بعيدًا عن التهريج والرياء الذي لا يخدم سوى المصالح الشخصية الضيقة.

بقلم
الصحفي
آبيه محمد لفضل

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: