هيئات مهتمة بولاية إنشيري تطالب بفتح تحقيق في مصدر تمويل مهرجان بنشاب الثقافي وطريقة تسييره
تطالب هيئات مهنية ومهتمة بالشأن العام في ولاية إنشيري بفتح تحقيق عاجل حول مصدر تمويل مهرجان بنشاب الثقافي وآليات تسييره، وذلك بعد أن أعرب العديد من الفاعلين المحليين والناشطين عن استغرابهم من السرعة اللافتة التي تم بها جمع التمويل والدعم لهذا المهرجان، خصوصاً من طرف شركات الذهب وبعض رجال الأعمال. هذا الدعم السريع يثير استفسارات حول الآليات التي تم اتباعها، لا سيما أن هناك مئات الطلبات السابقة من منظمات محلية أخرى في المنطقة، لم تحظَ بالدعم نفسه على الرغم من نشاطها الملحوظ في المجتمع.
وتتزايد الشكوك حول وجود شخصيات نافذة تقف وراء هذا الدعم السخي والمبالغ فيه لمهرجان بنشاب، ما يطرح تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التجاوب المثير للجدل. كما يشير بعض المراقبين إلى أن هذا التمويل قد يتجاوز أهدافه الثقافية المعلنة ليخدم مصالح شخصية أو سياسية، ما يُعزز فكرة انحياز المؤسسات التمويلية لمصالح معينة، على حساب الفئات الأقل نفوذاً.
ولم يكن غموض هذا المهرجان مقتصراً على التمويل فحسب، بل امتد أيضاً إلى مستوى الحضور الرسمي البارز في افتتاحه، حيث شهد حفل الافتتاح ليلة البارحة حضوراً مكثفاً لبعض الشخصيات الرسمية والوزراء، في خطوة اعتبرها البعض مبالغة غير مبررة، خصوصاً أن هناك منظمات محلية أخرى في ولاية إنشيري لم تنل الدعم أو حتى الحضور الرسمي لأنشطتها، مما يسلط الضوء على ظاهرة النفوذ المتنامي في البلاد، حيث يتم تخصيص الموارد والمساندة بناءً على المصالح الشخصية، بعيداً عن معايير الشفافية والعدالة.
ويؤكد هذا التمويل السخي والحضور الرسمي الرفيع للمهرجان على استمرار ظاهرة المحاباة وتكريس “الزبونية” في المجتمع، مما يساهم في ترسيخ الانقسامات داخل النسيج الاجتماعي المحلي، ويُضعف الثقة في مؤسسات الدولة ومبادراتها الثقافية.