حنكة أسرة أهل الشيخ آياه في مواجهة أخطر اتهام وتأكيد عمقها الاجتماعي والتاريخي**
أسرة أهل الشيخ آياه، التي برزت بقوة في السنوات الأخيرة بدورها الاجتماعي ودعمها السياسي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أصبحت محور حديث وسائل التواصل الاجتماعي والشوارع، حيث لفتت الأنظار بفضل الهدايا المتنوعة التي تقدمها الشيخة العزة للفقراء والمحتاجين، واستقبالها للفنانين ومرافقيهم من أهل الفن، مما رسخ دورها في تعزيز الوحدة الوطنية.
سياسياً، تميزت الأسرة بتأثيرها في جنوب موريتانيا، خاصة في ولاية اترارزة التي تمثل ثقلاً اجتماعياً كبيراً. وعلى الرغم من معارضة أغلبية سكانها للأنظمة المتعاقبة منذ بدء الديمقراطية في موريتانيا عام 1991، إلا أن دعم أسرة أهل الشيخ آياه لنظام ولد الغزواني قلب المعادلة، حيث تراجعت شعبية المعارضة هناك، وتضاءل ظهور شخصيات سياسية بارزة، مما جعل الأسرة عرضة لاستهداف سياسي خطير.
وفي خضم هذا المشهد، ظهر عبد الرحمن ولد ودادي في بث مباشر متحدثاً بعبارات غامضة يُفهم منها اتهام الأسرة بتجارة المخدرات. استغل خصوم الأسرة هذه اللحظة، واستفسر الكثيرون عن مصادر ثروتها. اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتشهير بالأسرة، وتعرضت لموجة من الشائعات والاتهامات. ورغم محاولة البعض تصوير القضية على أنها صراع قبلي، جاءت أولى التصريحات من الشيخة العزة، التي أكدت أن القضية تتعلق بشخص واحد ولا تمس مجتمع “كنت” ككل. ثم أكد الشيخ الطالب بوي أن هذا الاستهداف هو استهداف مباشر للأسرة وعلاقتها الروحية بمحيطها.
قررت الأسرة الرد بطريقة قانونية هادئة عبر تقديم شكوى رسمية ضد ولد ودادي دون إحداث ضجة، مُظهرة عمقها الاجتماعي وتمسكها بالحكمة. لم يزعزعها مدح الفنانين للخصم، واستمرت في الصمت حتى أعلنت النيابة براءتها من الاتهامات بالتجارة في المخدرات وتبييض الأموال. وأمس، صرح محامي الأسرة بأنها مستعدة لسحب الشكوى إذا اعتذر ولد ودادي في بث مباشر، وهو ما رفضه الناطق باسم الأسرة الطالب بوي بشدة، معتبراً أن حجم التشويه الذي تعرضت له الأسرة لا يمكن تبريره باعتذار.
خلاصة القول، إن أسرة أهل الشيخ آياه متمسكة بشكواها مهما كانت صيغة اعتذار ولد ودادي، ويرى البعض أن أي مبادرة لسحب الشكوى قد تتطلب وساطة من مجتمع “كنت” برفقة نجوم الفن، ليقدموا اعتذاراً علنياً باسم صاحب الإساءة، كخطوة تهدف لإصلاح الأضرار التي لحقت بسمعة الأسرة.
بقلمً
الصحفي
آبيه محمد لفضل