أمة في رجل / الشيخ القطب محمد تقي الله

أمة في رجل / الشيخ القطب محمد تقي الله

قديما سمعنا في أمثالنا الحسانية: (رَاجل يبني حلة؛ وحلة ما تِبني راجل ) وكان هذا المثلُ يتجسد في رهط من رجال عشيرتنا جلهم – لكي لا اقول كلهم – من أجداد لنا قدماء سطروا تاريخا بحروف من ذهب، ثم طويت صفحتم ورفعت إلى أعالي الجنان، لذا دائما ما أفتش عن واقعنا المعاش لعنا نجد من له نفس روح الحماس والنخوة والفتوة ..، وكان من جميل الأقدار وعظيم المِنة أن تلد سيدة شريفة من أب شريف حسيب الدكتور محمد الغيث ولد الحضرامي بقريتنا الحبيبة بريبافات بالحوض الشرقي، ومن تلك اللحظة الفريدة ظهر لنا شُعاع نوراني علمي منفعي امتد من آخر نقطة بموريتانيا إلى بكين (北京) عاصمة الصين الشعبية طالبا للعلم – والذي هو مفتاح الدنيا والآخرة – حتى حصل على أعلى شهادة فيه (الدكتوراه) بكل صبر وجَلد ومثابرة، وبعد ذلك اقتحم مجال الأعمال مُتكلا على الله وعلى جهوده الخاصة وسمعته الطيبة التي فتحت له آفاق شراكة مع خيرة رجال أعمال دولته وغيرهم من شركاء حاولوا أن تكون النزاهة والثقة فيما بينهم رأس مالهم الأول قبل أي دينار أو درهم بأرصدتهم البنكية، ومازالوا حتى اللحظة محافظين على هذا المبدأ دون أي تزعزع أو تقاعس أو تقهقر، ولما شاءت الأقدار له النجاح في هذا المجال وغيره استمر دكتورنا على هيئته العادية من تواضع واخلاق ورزانة .. يشهد له بهم الجميع ولم تغره الدنيا ونضارتها كما غرت الكثير من ضياحها من قديم الدهر وجديده، كما حافظ أيضا على بني جلدته من أقارب وغيرهم وساعد الكل بجميع فنون المنفعة وأنواعها دون تمييز ولا احتكار ولا استصغار، كما أنه أيضا لم ينسى مسقط رأسه بريبافات بصفة خاصة ومنطقته الشرقية بصفة عامة ولم يقلب لها ظهر المِجن كما فعل بعض رجال اعمالنا بأمكنتهم الأصلية حين انتقلوا عنها إلى انواكشوط وغيره وتناسو فضلها عليهم بل دأب محافظا على تُربته مخلصا لا يبتغي بها بدلا، ولسان حاله ينشد:
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكاً
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا
عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه.
فبضله ويده الكريمة وعلاقاته الطيبة شربت قريتنا بريبافات قبل أسابيع ماءََ زلالا عذبا بعد أن عاشت سنينا عِجافا لا ماء ولا مرعى بها، وبفضله أيضا فُتحت عدة معاهد تروبية هناك كمعهد ورش وغيره، وبفضله أيضا تمركزت بلدية بريبافات وبقيت تحت ظل أهلها رغم زوبعات السياسة واختلاف تياراتها ومشاربهم، وبفضله أيضا ثبتت المشيخة التقليدية لعشيرتنا داخل بيتها الحضرامي( أهل الشيخ التراد) وسلمت من الشذوذ و الانشقاق الذي تعشيه حاليا بقية مراكز مشيختنا المعروفة، وبفضله أيضا حافظ على هيبة منطقته الشرقية وصان لها وجه الكرامة حيث يسقبل كل زائر لها من رئيس أو وزير أو سياسي … أو غيرهم ويمنحهم من الضيافة وحسن الاستقبال والتحضير ما يجعلهم على ثقة تامة لا يراودها أي شك أن هذا السيد هو الإبن الأبر لمنطقته ويستحق جدارة وكفاءة أن توكل له مهة تمثيلها في الاستحقاقات البرلمانية القادمة، فالنفس البشرية مجبولة على حب من احسن إليها وهذا السيد أحسن إلى أهله أيما احسان وحاشاهم من انكار جميله فهم أسخياء كرماء وهو يسحق عليهم الدعم وأكثر.
#ختما تحياتي وتمنياتي له بمزيد من الصحة والعافية والنجاح الدائم في الدارين بجاه جده سيد الكونين صلى الله عليه وسلم.
#تُحَارِبُهُ الأَعداء وَهْيَ عَبِيدُهُ
وَتَدَّخِر الأَموالَ وَهْيَ غَنَائِمهْ
#ويستكبرون الدَّهرَ والدهرُ دُونهُ ويَسْتَعْظِمونَ المَوتَ والموتُ خادمُهْ.
#أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الشيخ القطب محمد تقي الله

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: