ال كريم بن عبد السلام الشاب المغربي المصاب بالتوحد الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط “إن التوحد ليس مرضا ولكنه اختلاف” مضيفا أن الإعاقة ليست حاجزا ولكنها حافز لأصحاب الهمم لنيل المطالب الكبرى.
وأضاف بنعبد السلام خلال مشاركته في المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الإثنين، ” نحن أصحاب همم والإعاقة ليست ذريعة للتخاذل والانهزام بل فرصة حقيقية للتميز وتحدي الصعاب”.
وكان بن عبد السلام البالغ من العمر (31 عاما) قد نال شهادة الدكتوراه في تخصص العقيدة والأديان السماوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط في موضوع “دعوة المسيح بين الأناجيل والقرآن الكريم”.
وقال بنعبد السلام إن هذا الإنجاز العلمي في هذا العمر بالذات، يوضح أن الإنسان التوحدي أو الذي يحمل “اضطراب طيف التوحد”، قادر على صناعة المستقبل ونيل الشهادات العلمية التي قد يعجزعن تحقيقها الأشخاص الذين ينعمون بكامل قواهم الصحية.
واعتبر بن عبد السلام أن تجربته الشخصية يجب أن تمثل رسالة تحفيزية لجميع المصابين بالإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة ليركبوا التحدي ويقدموا دروسا جديدة في الصبر والإصرار.
وتابع “أردت التخصص في مقارنة الأديان من أجل التأكيد على أن -مقولة صراع الأديان- مقولة فارغة لا تستند إلى أرضية علمية صلبة”.
وقال “العالم لا يعيش صراعا على مستوى الأديان، لسبب بسيط هو أن مصدرها رباني واحد، وجميعها أتت من أجل المحبة”.
وبرع بن عبد السلام في مجال الموسيقى التقليدية خاصة “الطرب الأندلسي والغرناطي وموسيقى السماع “.
وقال “أنا مولع بالموسيقى الأندلسية عموما؛ وهي ليست مجرد هواية بل هي روح حياتي” مضيفا أنه تعلم بعض أسرارها من الصغر بمساعدة أفراد أسرته.
وعن رحلة التعلم والعوائق التي واجهته، قال بن عبد السلام “إن الطريق لم يكن مفروشا بالورود وإنه واجه صعوبات عدة في مراحل الدراسة الأولى”، حيث عانى من تنمر الأقران واحتقارهم لهم وعدم تفهمهم لعاهته. مضيفا أن الكثير منهم كان يرفض الجلوس معه في نفس المقعد.
وأضاف أن الأمر تغير حينما حصل على شهادة الباكالوريا والانتقال إلى الدراسة الجامعية.
وحسب وسائل إعلام مغربية فإن كريم بن عبد السلام نال الدرجة العلمية بتقدير “مشرّف جدا”مع توصية بنشرالرسالة.
ولا توجد إحصاءات رسمية عن عدد المصابين بالمرض في المغرب، لكن جمعيات مدنية تقدّرهم بالآلاف.
والتوحد هو اضطراب عصبي ينجم عنه اضطراب سلوكي يظهر غالبًا في مرحلة الطفولة.
وكان كريم هو الاستثناء الوحيد الذي خرق القاعدة في المغرب، فلم تنل الإهانة والعنف وعدم تقبّله من الآخرين من عزيمته ورغبته في النجاح، واستطاع تجاوز كل الصعوبات وإكمال مساره الدراسي، ليصبح بذلك اول شاب مغربي مصاب باضطراب التوحد يصل إلى درجة الدكتوراه.
المصدر : الجزيرة مباشر