
هل ستُفْضي زيارة الحوض الشرقي إلى تعديل وزاري مع أول أيام عودة الرئيس إلى القصر؟
يستأنف الرئيس محمد ولد الغزواني صباح اليوم نشاطه من القصر الرئاسي في نواكشوط، وذلك عقب زيارة ميدانية إلى ولاية الحوض الشرقي استمرت تسعة أيام، ألقى خلالها عدة خطابات ووجّه رسائل مباشرة للرأي العام ولعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
وخلال الزيارة، شدّد الرئيس على ضرورة ابتعاد المسؤولين عن الأنشطة القبلية والجهوية، وإلزامهم بالحضور في الفعاليات الرسمية فقط، كما وجّه لهم تحذيرًا صريحًا من تبنّي أو الترويج لمسألة “خلافته” بعد مغادرته للسلطة، واعتبر ذلك أمرًا مرفوضًا.
ويصف مراقبون خطاب الرئيس الأخير بأنه غير مسبوق من حيث نبرته، خصوصًا أن الرئيس غزواني عُرف بالهدوء والاتزان والاحترام، غير أن مظاهر الاصطفاف القبلي التي برزت بقوة خلال الزيارة — حيث ظهرت مسيرات تُعظّم بعض الشخصيات على حساب رموز الدولة — كانت كفيلة بتغيير لهجته. فقد غابت شعارات الدولة والإنجازات، وحضر تمجيد الأشخاص، وهو ما كشف هشاشة في العلاقة بين المواطن والمؤسسة الرسمية، إذ بدا الدعم مرتبطًا بالمصالح الفردية وتعيين بعض المسؤولين، بدل ارتباطه بمسار الدولة وسياساتها.
هذه التطورات دفعت الرئيس، وفق محللين، إلى توجيه رسائل قوية تهدف لحماية دولة القانون ومنع تآكل هيبة المؤسسات.
كما لم تُستبعد إمكانية إقدامه على تعديل وزاري وشيك قد يُطيح ببعض كبار المسؤولين، خصوصًا وزراء السيادة الذين ظهروا بقوة في المسيرات التي أثارت غضبه.
وبين هذا وذاك، يبدو أن الرئيس غزواني يقف أمام خيارين:
إما إجراء تعديل وزاري يُحمّل المسؤولية لمن قصدهم في خطابه،
وإما التغاضي عن تلك السلوكيات، وهو ما قد يُفسَّر — وفق مراقبين — على أنه ضعف أمام نفوذ بعض الشخصيات .
أخبار الوطن
تحرير
الصحفي آبيه محمد لفضل