تحولت الأمطار التي استبشر بها السكان خيرا في بداية سقوطها، إلى مأساة حقيقية بكل تفاصيلها، خصوصا الطبقة الهشة من السكان، التي تقطن في بيوت طينية بمدينة بها اكبر شركات التنقيب وفيها ستقام احتفالية عيد الاستقلال الوطني التي رصدت لها الحكومة اربع مليارات
الامطار التي استمرت لساعات فقط على مدينة اكجوجت منذ امس ادت إلى إغلاق معظم شوارع وأحياء المدينة وتوقف وتعطيل حركة السير في عدد من الشوارع الرئيسية واختلاطها بمياه المجاري والمستنقعات حيث أضحى منظر المدينة جراء تكدس مياه الأمطار والمجاري في شوارعها وأمام منازل المواطنين مقززا ومقرفا أمام سكان المدينة خاصة المقيمين خارجها الذين توافدوا لقضاء العطلة متسببا بمشاكل صحية وبيئية للأهالي ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة في الشوارع جراء بقائها لأيام ومخلفات شركة التنقيب (م س م) التي لوثت المدينة ونهبت مافي باطنها من ثروات ولم تكلف نفسها وضع حاوية واحدة على احد ابرز الشوارع او توفير شاحنة لنقل القمامة لمساعدة السلطات الادارية والمحلية في تنظيف المدينة
واقعة جديدة تفضح إهمال النظام، وعدم اتخاذه أي خطوة لتحسين البنى التحتية او دفعه شركات التنقيب المدمرة الى المساهمة في تنمية المدن التي تقيم بها كما هو في مختلف مناطق العالم
وتجمعت المياه بسرعة في شوارع اكجوجت سبب انعدام مجاري لتصريف مياه الأمطار حيث تحولت أحياء المدينة وشوارعها، إلى مسابح مفتوحة، ليجد المواطنون أنفسهم محاصرين داخل بيوتهم، وعاجزين عن إخراج المياه الكثيرة التي غمرت منازلهم ، فيما عجز أصحاب السيارات أيضا، عن التنقل بها خوفا من الغرق، والسقوط في الحفر المنتشرة في طرقات المدينة المنكوبة
الواقعة كشفت الغطاء عن عدم جاهزية المدينة لاحتضان الاحتفالات المخلدة لذكرى الاستقلال واكدت ان تلك المليارات قد صرفت في غير تجهيز المدينة من جهة اخرى فضحت شركة التنقيب التي تبجحت في وقت سابق بدورها في تنمية اكجوجت وحين غرق سكانها لم تتحرك للوقوف بجانيهم ومد يد العون لهم
يطرح اليوم المواطن باكجوجت السؤال الكبير اين ذهبت المليارات التي جمعت من جيوب المواطن لاقامة بنية تحيتة في المدينة لاحتضان العرس الوطني ولتطوير واقع المدينة التي حباها الله بثروات متنوعة تنهب بشكل يومي دون ان يشم المواطن لها رائحة اللهم رائحة بقايا النفايات الخطيرة؟