عشرات الاجانب من جنسيات مختلفة يرابطون على الشوارع الرئيسة والارصفة يتسابقون مع الموريتانيين الى السيارات لكسب ود اصحابها والفوز بغسيلها في ميدان اكتسحه الاجانب وساعدهم المواطنون على ذالك
اصبحوا يشكلون أرقاً وقلقاً للكثيرين، وبالرغم من عملهم غير الشرعي، إلا أن بعض ممن يستفيدون منهم، يقولون إنهم وجدوا فيهم حلاً لمشاكلهم في مجال تنظيف وغسل السيارات باسعار منخفضة مع اتقان للمهنة ، فيما يعارض آخرون وجودهم باعتبارهم عمالة مهيأة لارتكاب الجريمة وهو ما اتضح مؤخرا خلال احداث الشغب التي شهدتها بعض مناطق العاصمة انواكشوط عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة من طرف المستقلة للانتخابات
في الاسواق يشكلون غالبية الباعة المتجولين والثابتين فلا تكاد منهة صغيرة ولاكبيرة تخلوا من تواجدهم بشكل كبير وهو ما حد من فرص المواطنين الذين قرروا النزول الي سوق العمل بحثا عن قطرة عرق شريفة تمنحهم لقمة عيش كريمة
السلطات الموريتانية استشعرت خطر العمالة الاجنبية وتاثيرها الواضح على ارتفاع نسب البطالة فاتخذت بعض الاجراءات بغية الحد من هذه الظاهرة من خلال توطين الوظائف وحصرها بأبناء الدولة ، في قطاع الصيد التقليدي مثلاةالذي يحظى بدعم حكومي كبير، حيث تسمح السلطات للعاملين فيه بصيد الرخويات والأسماك السطحية واستغلال مناطق محظورة على سفن الصيد الصناعي.
وتعوّل الحكومة على ما اُصطلح عليه باسم “ﻣﺮﺗﻨﺔ” (حصر القطاع لصالح الموريتانيين فقط) ﻃﻮﺍﻗﻢ ﺍﻟﺼﻴﺪ التقليدي لتوفير فرص عمل للمواطنين ومنع استقدام العمالة الأجنبية التي تسيطر على القطاع، وحماية الثروة السمكية من النهب.
وشهدت السوق الموريتانية حضورا كثيفا للعديد من المواطنين من دول أفريقية قرروا الاستقرار في موريتانيا بصورة دائمة أو مؤقتة، خاصة على مستوى القطاعات التجارية والخدمات مثل المطاعم والمقاهي إلى جانب ورشات البناء والأشغال اليدوية وكذلك العمل الزراعي الموسمي.
ويرجع مراقبون أسباب الظاهرة إلى عوامل عدة أبرزها تراجع إقبال الشباب الموريتانيين على العمل في مهن يرونها مرهقة ولا تستجيب لطموحاتهم، إذ يرفضون البعض من المهن باعتبارها “مهينة” بالنسبة إليهم رغم ارتفاع معدلات بطالتهم.
ويفسر المتابعون للمشهد الوطني عزوف الشباب عن النشاط في المهن التي يرونها شاقة، على الرغم من اقبالهم الكبير على المسابقات برغبة أغلب العاطلين في الحصول على وظائف في القطاع العام أو في مؤسسات خاصة تضمن لهم دخلا ماديا قارا بعيدا عن عناء “المهن الشاقة” وغير الثابتة
ورغم دور هذه العمالة في توفير يد عاملة تحل بعض مشاكل المواطنين فإنها أصبحت (خصوصا الوافدة من إفريقيا) مصدر قلق أمني حقيقي في ظل تزايد معدلات الجريمة، وظهور بأشكال وأساليب غير معهودة في المجتمع (كالخطف، واغتصاب النساء من طرف سائقي سيارات الأجرة خصوصا الأجانب منهم، وعمليات سرقة المنازل والمتاجر من طرف المشغلين.