في الناحية الشمالية لمدينة نواكشوط، يوجد خباء يرفرف عليه علم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، يسكنه رجل في الستينات يخيل إليه أنه وال لهذه الأرض، وأن كل الحكام والوزراء والساسة ممن سبقوه أشخاص فاشلون متآمرون وأنه بسط حكمه بعدما أوشكت الأمور على أن تخرج عن السيطرة، الرجل متعلم يجيد ثلاث لغات لكن علامات الجنون تبدو في المحيا، ابتسامة جاحظة، ووجه عبوس مجعد، ظفائر وسخة، وهندام بال وأوان لعبت بها الرياح، وجسم نحيل أعياه التفكير. يجمع سكان الحي والمترددون على المنطقة ممن يقودهم الفضول لمتابعة تندرات الرجل أنه مجنون وأنه الفاشل. اليوم يطالعنا رجل آخر بنفس المواصفات إلا ما تعلق منها بالتعلم اصر أن يكون (سفيرا) للمؤامرات بأحاديث يومية عن فشل النظام وحكومته وحزبه الحاكم! أي فشل … ! الفشل أن تسرق والسرقة أخذ مال الغير من حرز مثله، الفشل أن تكذب، والكذب أن تنشأ أساطير من محض تفكيرك، الفشل ألا تقدر على الكتابة لنفسك، والفشل أن تتعود سؤال الناس، والفشل …. أخذ مال الإعلاميين سرقة، الحديث باسمهم من غير علمهم لهدف مادي، أخذ حق عامل والاعتداء على مؤسسة حكومية من خلال مديونية هي عينات من السرقة والحرابة وقطع الطريق. إخبار الناس بما لم يقع والتعدي على أعراضهم بغير حق كذب وهراء. أن تعد نفسك صحفيا، وتزعم أنك رئيس لرابطة للصحافة في بلد المليون كاتب، بلد المليون لغوي، بلد المليون مفكر، وأنت لا تقدر على نسج بضع أسطر من إنتاجك، لتلجأ إلى الساسة ممن لا يروق لهم هذا النظام وهذه الحكومة وهذا الحزب، ذلك هو الفشل. الفشل أن تعود نفسك على السؤال والإبتزاز واستجداء الناس الذين أصبحوا يغيرون أرقام شرائحهم مخافة صوت خافت أسير ينطق بالطلب! قل لنفسك المريضة أن مسيرة الإصلاح التي رسمها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ستدك قلاع اللؤم وستضرب كل سارق، كل كذاب أشر، وكل جاهل لا يبين، وكل مستجد متوحش. ولتعلم أن الحكومة سائرة في تنفيذ برنامج طموح يسعد المواطن ويأبى الخضوع لفاشل علمته (الصحافة) أن يسيء على الناس! ولم تعلمه الصحافة أن ينير الرأي، واعلم أيها (الرجل) أننا أمام حزب ينهض ببرنامج الرئيس، حزب يعزز قدرات المنتسبين والأعضاء، حزب بنى مقرات، حزب أسس لمبدأ التناوب من خلال تناول البرلمانيين على اللجان البرلمانية والأطر على الوظائف الحزبية. ولتعلم أن خطاباتك الخجولة ستنكسر على متارس الحق، بعدما يئس آخرون أكثر منك كفاءة وعددا وعدة … لن تكون (أنت) البعوضة التي ترفس جلد الفيل الرفيل، لكنك ستكون الغزال الذي يموت في الجدب لا عهدا وإنما غباء …يتواصل
سيد محمد بوجرانه