ولد عبد العزيز يوجه رسائل للمتنفذين عبر البريد الجماهيري السريع والمضمون

قد يبدو للبعض ما شهدته مدينة تجكجه اليوم أثناء وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمطار وتجاوزه لكبار المسؤولين الحكوميين والمنتخبين والساسة والأطر والوجهاء والأعيان داخل حوزة المطار، والتحامه بعامة الشعب المصطف على جنبات الطريق المؤدي إلى المدينة سيرا على الأقدام، وحرصه على السلام على أكبر عدد منهم والتوليح بيديه للبقية.. قد يرى فيه البعض حدثا عابرا أملته ظروف انعدام النظام داخل المطار.

غير أن الناظر إلى الحدث بعين البصيرة يرى فيه تعمدا من قبل الرئيس لتجاوز كافة الوسطاء مع الشعب، للوصول إلى قلوب الجماهير دونما وسيط، وهو ما تجلى في حرارة الاستقبال الشعبي أثناء مرافقة موكبه الرئاسي إلى وسط المدينة، حيث تعالت الزغاريد والهتافات، ورفعت شعارات الترحيب والولاء، بل والمطالبة بمأمورية ثالثة لاستكمال مسيرة البناء.

قد لا تكون رسالة الرئيس مقتصرة على ساكنة وأطر ووجهاء ولاية تكانت، فهي رسالة وصلت بالبريد المضمون إلى كافة ولايات الوطن التي لا تزال جماهيرها في لحظة تلهف وانتظار لدورها في زيارات الرئيس الداخلية، ومفادها أن التعويل في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المنبثقة عن الحوار الشامل الأخير لن يكون على رؤوس تتقلب مواقفها بتقلب مصالحها، كما أن الرسالة، في ذات الوقتـ، تعبير ضمني عن عدم ثقة الرئيس في وعد البرلمانيين في مجلس الشيوخ بالعمل على تمرير تلك التعديلات في حال مرورها بغرفتهم، وإظهار أن الشعب الذي هو مصدر السلطات والتشريع يدعم خيارات الرئيس بقوة، وسيظل يدعمها طالما لم يكن هنالك وسيط يمكن أن يتاجر بخيارات الدولة ومعاناة المساكين.

لقد أظهرت ساكنة ولاية تكانت اليوم مدى عمق التلاحم بينها وقيادتها المتمثلة في شخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ومدى تمسكها بالانجازات الكبيرة التي تمت خلال السنوات الأخيرة، كما أظهرت حرصها على استكمال مسيرة بناء موريتانيا الجديدة التي تنزل المسؤولين الكبار، بمن فيهم رئيس الجمهورية، من برجهم العاجي الذي طالما اتخذه الرؤساء السابقون وحكوماتهم وإدارتهم قمما شاهقة للابتعاد عن المواطن المسكين القابع في سفح الجبل.

لقد قلص الرئيس محمد ولد العزيز المسافة، التي كانت طويلة، بين القمة والقاعدة إلى مسافة الصفر، فوصلته مطالب الساكنة وأنين المرضى وأناة المحرومين وشكاوى أصحاب المظالم قبل أن يطالها المد والجزر ومقص الرقيب، فبارت التجارة التي تؤسس رأسمالها وأرباحها على معاناة الناس، وبات الكل وجها لوجه مع رجل البلاد الأول، الذي يستطيع أن ينصف الجميع من الجميع.

إسماعيل ولد الرباني

أترك تعليق

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: