اصبح سيدي محمد ولد غده (ابن عم ولد عبد العزيز)، صاحب شركة الإيراد و التصدير (تريكوم)، دولة اقوي من الدولة الموريتانية من خلال احتكار شريكته لنسبة 90% من جميع المواد الغذائية التي تصل موريتانيا عن طريق ميناء الصداقة المستقل وإعفائها من جميع الضرائب والرسوم.
وقالت النقابة المهنة للحمالة، التي كشفت عن هذه المعلومات، إن ولد غدة فرض لنفسه نظاما لشحن بضائعه في الحاويات مباشرة من البواخر الي مخازنه في المدينة التي يوظف فيها الاجانب، بما يحرم ستة الاف عامل من مصدرهم الوحيد في العيش وهو تفريغ البضائع الواصلة الي الميناء.
النقابة المهنية للحمالة نبهت في رسالة مفتوحة وجهتها الي رئيس الدولة اليوم الاربعاء، إلى أن ولد غدة اصبح يشكل تهديدا حقيقيا للوحدة الوطنية وأن الوضع في ميناء الصداقة أصبح قاب قوسين من الخروج عن السيطرة في ميناء الصداقة، بسبب غطرسة و تبجح أهل غده و إهانتهم للبشر و احتكارهم لأرزاق كل الموريتانيين و تسخير الدولة بكافة أجهزتها لخدمتهم بصفة مكشوفة و مقززة.
وجاء في رسالة النقابة المفتوحة الي رئيس الدولة، التي حصل موقع “ديلول” علي نسخة منها:
“السيد رئيس الدولة نحيطكم علما بأن قرابة ستة آلاف عامل في ميناء الصداقة يتهددهم اليأس ويتملكهم الجوع و يشعرون بالإهانة و الإذلال و هم يواجهون رجلا واحدا ، يبدو أنه أقوى من الدولة و أهم من بقية المواطنين و أحرص على مصلحته الشخصية منه على حياة البشر! إنه السيد سيدي محمد ولد غده ، صاحب شركة الإيراد و التصدير (تريكوم )
منذ ستة أشهر عندما أبرمنا اتفاقا مع الموردين برعاية سامية من الدولة ، بموجبه حصل الحمالة على زيادة متواضعة في سعر الحمل و التفريغ ، قامت شركة (تريكوم) بانتهاج سياسة تجويع للحمالة و تجفيف منابع رزقهم ، تمثلت في إخراج البضائع في الحاويات (sortie TC ) و إفراغ حمولتها بعيدا عن أعين الجمارك في مخازن خصوصية في المدينة يعمل فيها مئات العمال الأجانب (الماليين و السينغاليين …)
ليكن في علمكم أن هذه الشركة أو على الأصح هذا الرجل لوحده يتحكم اليوم في 90 % من ما يصل الميناء من المواد الغذائية ، و أن كل ما يستورد الآن يصل في الحاويات منتهكا بذلك كل القوانين و الأعراف . فبدلا من قرابة الألفين عامل التي كانت تستفيد يوميا من الحمل أصبح اليوم فقد ثلاث مائة هم الذين يجدون فرص العمل يوميا ، زد على ذلك أن ولد غدة اصبح يسهل لبقية التجار إخراج البضايع عن طريق الحاويات لغرض تجويع الحمالة و إذلالهم أكثر
لقد كتبنا عدة رسائل إلى الجهات المعنية طالبين الحد من خروج الحاويات أو إخضاعها لنظام ضريبي يستفيد منه العمال فقد راسلنا إدارة الميناء و إدارة الجمارك و وزارة الشغل ووزارة التجهيز و النقل و رئاسة الجمهورية كل هذه الشهور الماضية لنجد حلا يرضي الجميع و ينقذ مئات الأسر من الجوع الممنهج من طرف سيدي محمد ولد غدة و ما قد ينجر عنه من يأس قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ، و لكننا للأسف الشديد لم نجد أي رد من أية جهة على رسائلنا !
فمنذ أسبوعين أعلن عن قدوم باخرتين لنفس الشركة أو الرجل ، تحملان السكر و القمح فقررنا أن نشترط للعمل فيهما حلا لمشكلة خروج الحاويات (sortie TC). فاهتزت الأرض تحت أقدامنا و تحركت كل أجهزة الدولة لصالح أهل غده و تلقينا كل اشكال التهديد و الوعيد إذا نحن لم نسخر أدمغتنا و أذرعنا لخدمة الرجل المدلل .. بدأنا سلسلة اجتماعات مع مسؤولين سامين في الدولة ، مدير الميناء ووزير التجهيز و النقل و المستشار بالرئاسة السيد عبد الله ولد أمد دامو ..
لقد وصل النقاش اليوم بيننا وبين سعادة الوزير و السيد المستشار إلى طريق مسدود لأنهما عبرا عن عدم جاهز يتهما للتوصل معنا لأي اتفاق مكتوب أو تعهدات جدية تعبر عن نية الدولة ـ كحكم و راعي لمصالح المواطنين عموما ـ إلى إقناع السيد سيدي محمد ولد غدة عن العدول جزئيا عن خروج الحاويات ! بل إن السيد الوزير بدا عاجزا تماما عن مواحهة الرجل ـ الدولة ! بل لجأ كل هذه الأيام إلى المراوغة و التعنت في مواجهتنا نحن الحلقة الأضعف كما يبدو لجرنا بكل الوسائل إلى تقبيل أقدام ولد غده و “تفريغ حمولة باخارتيه و بعد ذلك سيرى هو ماذا يمكن أن يفعل في قضيتكم أنتم” !
السيد الرئيس
لهذه الأسباب فإننا نتوجه إلى مقامكم الرفيع ـ من خلال وسائل الإعلام ـ لنوصلكم صوت الآلاف من العمال الذين يُقززهم الغضب من تبجح سيدي محمد ولد غده عليهم و دوسه لهم تحت أقدامه ! و يَطَالهم اليأس و القلق من سماع أصوات أبنائهم و نسائهم يئنون تحت وطأة الجوع المؤلم منذ أكثر من ستة أشهر ! إننا و الحالة هذه نوجه إليكم سؤالين اثنين :
1ـ هل إن الدولة الموريتانية تفضل مصلحة رجل واحد على حياة آلاف الرجال و النساء و الصبية في هذا الوطن ؟
2ـ هل لا تستشعرون ما قد ينجم عن استمرار هذه الوضعية من نتائج وخيمة على امن و استقرار هذا البلد ووحدته الوطنية؟”.
انواكشوط في 22 يناير 2014
المكتب النقابي
يذكر أن الرجل هو الذراع الأيمن للولد عبد العزيز الإقتصادى.