استقلال بطعم تضامني/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/عندما وجه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بمنع الاحتفالات المخلدة بذكرى الاستقلال الحالية،تضامنا مع معاناة و جراح إخوتنا فى غزة،نكون قد خلدنا هذه الذكرى على أجمل طريقة،أخلاقيا و جهاديا،و هي مناسبة للإشادة بهذا الأسلوب التضامني،و لعل ذكرى الاستقلال هذه السنة لن يزيدها هذا الإعلان إلا طعما و ابتهاجا و معنى،بإذن الله.
و هي مناسبة نرجو فيها لجميع الغزوايين الحفظ و النصر و لجميع الموريتانيين قبول هذا النهج التضامني الرفيع التاريخي المشرف.
و هي مناسبة أيضا للتأكيد على ضرورة تعميق معانى الاستقلال و التمايز و التميز الحضاري،فهذه الحرب الطاحنة الجارية فى غزة برهنت على تضامن اليهود و النصارى ضد المسلمين و استهتارهم بدماء الأطفال الفلسطينيين،الذين قطعوا إربا إربا أمام أنظارهم و لا شفقة و لا ذرة من الانسانية.
و نحمد الله أن ألهم رئيسنا الدعوة للتضامن مع إخوتنا فى غزة،و قد ظل الموقف الرسمي و الشعبي طيلة هذه الفاجعة الغزاوية مريحا لمشاعر الأخوة و آصرة العقيدة و الدين،و هي خطوة مفيدة للشعب و الجهة الرسمية على السواء،فمن أراد الصلة الوثيقة بشعبه قدر و اهتم بالهم الفلسطيني،لأن قضية فلسطين و الأقصى الأسير هي القضية المركزية لسائر العرب و المسلمين.
و نبارك لغزة هذه الهدنة القصيرة و تبادل الأسرى ،و نرجو لهم من الله الحفظ و النصر المبين،و الله ولي ذلك و القادر عليه،و ما هو عليه بعزيز.