ضبط الإيقاع الاعلامي.. متى؟!..بقلم الصحفي مجمد فاضل

ضبط الإيقاع الاعلامي.. متى؟!
مستوى التعاطي الاعلامي مع مجمل القضايا الوطنية ضعيف جدا، أصيبت المؤسسات الإعلامية بانسداد في البلعوم، لم يعد بمقدور أي من تلك المؤسسات القيام بمهامها على أكمل وجه، ورغم استدعاء أفضل أطباء الفم والحنجة والأذن، فشلت كل عمليات التجميل وهدرت أموال كثيرة، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المعاناة مستمرة وأن الحديث بطلاقة وضمان مخارج الحروف السياسية، والقدرة على تركيب جمل مفيدة وبناء أجسام مضادة حماية للنظام من فيروسات الاعلام المضاد باءت بالفشل.
وبعد كل هذا لا يزال النظام يتمسك بالمعوقين اعلاميا وسياسيا في أعلى المناصب، لقد استطاع اعلام “الجماعة” اختراق كل مؤسسات الدولة واستطاع أن يوغل فيها ويغرس خنجر “الخيانة” السام في صدر الاعلام الرسمي، والبوابات والنوافذ الاعلامية للقطاعات العمومية، حتى لم يعد هناك ذكر للنظام، بل صوروا الرئيس على أنه عاجز، وسربوا المعلومات واستخدموا كل تلك الوسائل لصالح أغراضهم ولصالح جهاتهم السياسية، فأصبح الاعلام العمومي يستخدم ضد الرئيس وأنصار الرئيس وتطمس فيه حقائق ما أنجز النظام.
إن المستوى الخطير الذي وصل إليه اعلام “لخيام” والمستوى الهزيل الذي أصبح عليه إعلام الدولة وإعلام رجال الأعمال، يبرر ويبرز المستوى الخطير من الاحتقان، والاحتقار وعدم التقدير لرئيس الجمهورية وللمواطن، فمتى يا ترى يتواصل هذا الغباء الاعلامي ؟ متى تتواصل هذه المهزلة؟ وهل سيترك الحبل على القارب حتى تغرق سفينة “الإعلام العمومي” ويغرق من ورائها النظام؟! الله أعلم .. كل ما أعرفه أن الخاسر اليوم من يعتقد انه بإمكانه ضبط الإيقاع السياسي دون ضبط الإعلام عامه وخاصه.
إن الاعلام اليوم يعاني من ٱفتين اثنتين، الأولى ترهل في الكادر البشري وسوء تسيير وإدارة، بل إن البعض ممن يراقبون هذا المشهد يؤكدون أن الاعلام العمومي لا يقوم بدوره على أحسن وجه لصالح النظام، وأن الاعلام الخصوصي يتبع قاعدة نحن مع من يدفع أكثر، فالدعم العمومي الهزيل والتكالب والمنافسة الغير شريفة من طرف إعلام رجاء الأعمال الذين سخروا أموالهم لبناء امبراطوريات اعلامية فاشلة لا تقدم أي جديد بل اصبحت عبئا يزداد على العبء الحاصل من التجارب الاعلامية السابقة الفاشلة بكل معنى الكلمة.
بهذه الطريقة لم نحصل على إعلام في خدمة التنمية ولا إعلام في خدمة الحقيقة، فأصبح لدينا إعلام ضعيف، كذاب، منافق، وأفاك، إعلام ينتظر الدريهمات من هنا وهناك، و أصبحت هناك طرق خاصة للحصول على المكسب المشروع الحلال.
وكأن الاعلام مكتوب عليه أن يظل فاشلا ينتظر حلولا متعجرفة من باب التمهين. الكاذب الذي لا يعدو سوى أنه مجرد محاولة فاشلة أخرى تنضاف لعدة محاولات فاشلة ومحبطة كوكالة الاشهار، وكصندوق دعم الصحافة، الذين أصبح أولهما مركزا “شخصيا” لمن يسيره، والثاني وكرا من أوكار الفساد، ولا أدل على ذلك من التظلمات التي لم يبت فيها إلى يومنا هذا.
من يعول على مثل هذا الاعلام في التثقيف، التنمية، التطوير، والتوعية، سيصدم لا محالة.
محمد فاضل الهادي

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: