وزير الثقافة يفتتح مهرجانًا في بنشاب وسط معاناة شديدة من العطش وتردي الخدمات العامة*
من المنتظر أن يتوجه وزير الثقافة، الدكتور الحسين ولد مدو، إلى مقاطعة بنشاب لافتتاح مهرجان ثقافي جديد، في وقت يعيش فيه سكان ولاية إنشيري، وبشكل خاص مقاطعة بنشاب، أوضاعًا معيشية صعبة. يواجه السكان تحديات متفاقمة، بدءًا من شح المياه وندرة الأدوية الأساسية، مرورًا بانقطاع الكهرباء المستمر، وصولاً إلى تدهور عام في مستوى الخدمات العامة التي تكاد تكون منعدمة في بعض المناطق النائية.
تثير هذه الخطوة انتقادات واسعة في ظل معاناة المواطنين من الفقر الشديد وغياب أبسط متطلبات الحياة الكريمة، حيث تعاني القرى التابعة للمقاطعة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، واضطر السكان في قرى مثل قرية العصماء إلى التعايش مع نقص حاد في الأدوية والعلاج الأساسي، حتى أن أبسط الأدوية مثل الباراسيتامول غير متوفرة. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، تُنفق مئات الملايين على تنظيم مهرجان ثقافي، في حين يرى المواطنون أن هذه الأموال كان يجب تخصيصها لتحسين أوضاعهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
وتبرز مشكلة أخرى تؤثر على حياة السكان، حيث يعاني العديد منهم من التلوث البيئي الناتج عن شركات التنقيب عن الذهب ومقالع الحجارة التي تسببت في تلوث المياه والهواء، مما يزيد من حدة الأزمات الصحية ويثقل كاهل المواطنين الذين يكافحون يوميًا من أجل تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم.
ومع ذلك، يأتي هذا المهرجان المثير للجدل بمشاركة وجوه فنية وبرامج ترفيهية، وهو ما يراه البعض استفزازًا صارخًا لواقع المواطنين المليء بالمعاناة. ويمثل هذا المشهد تعارضًا واضحًا مع تطلعات السكان الذين يعيشون ظروفًا لا تتناسب مع أجواء الاحتفالات والأنشطة الثقافية التي تفتقر إلى أي إحساس بواقعهم.
ويوجه المنتقدون دعوات مباشرة إلى الوزير الدكتور الحسين ولد مدو لعدم المشاركة في هذا الحدث أو تشريعه بمشاركته الرسمية، حيث يرون أن حضوره سيوحي بموافقة رسمية على تجاهل الحكومة لمعاناة السكان، وكأنه شرعنة لما وصفه البعض بمسرحية سيئة الإخراج. ويرى الناشطون أن الأولوية يجب أن تُعطى لتحسين البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية قبل إقامة الفعاليات الترفيهية، وذلك لتحقيق بعض من الاستقرار والكرامة للمواطنين، الذين ما زالوا في انتظار دعم حقيقي يحسن ظروفهم اليومية.