ود ولد بلخير رئيس التحالف الشعبي التقدمي، هو شخصية وطنية وزعيم سياسي بارز، حيث يعتبر ولد بلخير أحد مؤسسي حركة “الحر” في نهاية السبعينات، وهي حركة سياسية اجتماعية تهدف إلى انصاف شريحة “لحراطين”، وتحرير وانعتاق “الأرقاء السابقين” ودمجهم في الحياة العامة.
وقد شغل مسعود منصب رئيس الجمعية الوطنية، ابان حكم الرئيس الموريتاني الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي دعمه في الشوط الثاني ضد المرشح أحمد ولد داداه في رئاسيات 2007، ويشغل مسعود ولد بلخير الآن منصب رئيس المجلس الاقتصادي، حيث تم تعيينه في هذا المنصب من طرف نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد مشاركة حزبه في “الحوار الوطني” مع النظام، والذي قاطعته بعض الأحزاب السياسية المعارضة ..
وقد قرر حزب “التحالف” مؤخرا دعم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم) في الشوط الثاني من الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية المنظمة في سبتمبر 2018، وهو القرار الذي أثار جدلا واسعا في الساحة السياسية الوطنية..
موقع الساحة الإخباري التقى بالزعيم مسعود ولد بلخير، وأجرى معه مقابلة صحفية تطرق فيها بإسهاب لكل المواضيع السياسية المطروحة ..
وقد أجرت المقابلة الزميلة مغلاها بنت الليلي، مستشارة التحرير في موقع “الساحة”، وفي ما يلي ملخص لأهم مضامينها ..
قال معسود ولد بلخير إن مواقفه لا تباع ولا تشترى وأنها ثابتة ومعروفة طيلة مساره السياسي، معتبرا أن مصلحة موريتانيا هي المرجعية الأساسية لاتخاذ مواقفه لأنه لا يريد لموريتانيا أن تتفكك أو تتلاشى، وتحدث ولد بلخير بإسهاب عن أسباب خلافه مع بعض رفاقه من المعارضة، وتطرق لموضوع المبادرة التي عرضها على كافة مكونات الطيف السياسي في سنة 2013 الرامية إلى اطلاق حوار وطني شامل ..
وأكد ولد بولخير بأن بعض أحزاب “المعارضة المقاطعة” رفضت التجاوب مع تلك المبادرة، وفضلت التشكيك في مصداقيته، والطعن في مواقفه الوطنية، وقال ولد بلخير إنه لا ينصاع لأوامر أو رغبات ولد عبد العزيز ولا أي جهة أخرى لأنه لا يطمع ولا يخاف إلا الله عز وجل ..
مؤكدا أن لم يلتقي بالرئيس عزيز منذ عودته من رحلته الاستشفائية في الامارات، مضيفا أن ولد عبد العزيز يقاطعه بسبب تصريحات سياسية سبق وأن أدلى بها حول الشأن السياسي الوطني..
مسعود: “بعض الرفاق في المعارضة لا يعتبرونني معارضا .. ولم يتشاورا معي حول ملف الانتخابات”
قال مسعود ولد بلخير إنه سبق وأن عقد اتفاقات انتخابية مع (تواصل) وغيرهم من أحزاب المعارضة لكنهم خانوه، وطعنوه في الظهر واستدل ببعض الأمثلة التي تمت في انتخابات 2013 خاصة في دائرتي انواذيبو وانواكشوط ..
وأكد ولد بلخير بأنه لا يعرف الخيانة ويلتزم بتعهداته ومواثيقه، غير أن بعض الأطراف السياسية لا تفي بتعهداتها والتزاماتها .. وفق تعبيره
وتساءل ولد بولخير قائلا: “ما الذي منع أحزاب المعارضة من زيارتي قبل الانتخابات والتنسيق معي بشأن كافة دوائرها الانتخابية ؟”، مؤكدا أن بعض أطراف المعارضة ترفض كل مقترحاته ومبادراته الرامية إلى انقاذ موريتانيا من التشرذم والتفكك، والداعية إلى الانفراج السياسي وسن ثقافة الحوار، بل فضل التشكيك في تلك الجهود..
وقال مسعود إن بعض رفاقه في المعارضة يعتبرونه خارج صفوفها، لكنهم يلجؤون إليه عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الشخصية الضيقة، غير أنه يرفض أن يكون لعبة في يد أحد، أو يأتمر بأمره وينتهي بنواهيه ..
وقال ولد بلخير إن حز ب(تواصل) وجه طعنات كثيرة لحزب التحالف في مناسبات سياسية عديدة، كان آخرها في هذه الانتخابات الراهنة، حيث استقبل وحرض مجموعة من شباب “التحالف” المغاضبين الذين لم يرشحهم حزبهم في هذه الانتخابات، فاحتضنهم (تواصل) وقام بترشيحهم، كما أجرى اتفاقات مع ممثل “التحالف الشعبي التقدمي” في ازويرات دون الرجوع لقيادة الحزب، حيث جن جنونه وأصدر بيانا يقرر فيه دعم (تواصل) في الشوط الثاني بازويرات دون التشاور مع قيادته، وهو ما تم رفضه وطلبنا منه مراجعة مواقفه لأنه ليس حزبا داخل حزب، ولا ينبغي أن يبرم اتفاقات ومواثيق ونفاهمات دون أخذ الإذن من قيادة حزبه ..
وقال مسعود إن (تواصل) أيضا، يتحالف مع ابراهيما صار الذي يعتبر من الشخصيات التي خانت “التحالف” وتمردت عليه، كما أن (تواصل) حرض خلال هذه الانتخابات مرشح حزب التحالف في الميناء ..
وأكد مسعود أن انتخابات 2013 برهنت على أن المعارضة لا تحترم اتفاقاتها ومواثيقها في الشوط الثاني، لكن رغم ذلك فإن “التحالف” لم يذكرها بسوء ولم يصنفها تصنيفات غير لائقة، ويسعى دائما إلى صداقتها والمضي معها في نفس الطريق لكنها هي من ترفض ذلك.
وقال ولد بلخير إنه يعتبر نفسه معارضا ولا يعطي السبق في المعارضة لغيره، غير أنه يرى دائما بأن الحل يكمن في الحوار وفي الرؤى المشتركة ..
مسعود يرشح الأسباب التي جعلته يدعم النظام في الشوط الثاني من الانتخابات
قال مسعود ولد بلخير إنه لا يدعم بقراره حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وإنما قرر دعم النظام برئاسة ولد عبد العزيز ..
وأضاف أن عزيز لا يستحق عليه ذلك الدعم، وليس مدينا له بشيئ، ورغم كل الجهود المجانية التي بذلت في سبيل مساعدته في تسيير البلاد بشكل يحسن السكوت عليه، لم نلاحظ فيه أي تقدير لذلك لا في أقواله ولا في أفعاله ..
وقال مسعود إنه يعتقد بأن الرئيس عزيز المنتهية مأمورية حكمه، إذا شعر بأن الأمور خرجت من يده وأنه فقد السيطرة على كل شيء ربما تؤول الأمور إلى الأسوء مما سيكون، ولن يحسب للبلاد أي حساب حينها، ولذا فإن موريتانيا تحتاج إلى المزيد من الرزانة والصبر، خاصة أن ولد عبد العزيز هو الأجدر بالسيطرة على ما قام بصناعته من “النعرات السيئة” واثارة “الحساسيات بين الفئات والشرائح” في البلاد .. على حد قوله
وانطلاقا مما سبق وحرصا على مصلحة بلادنا وأمنها واستقرارها فقد كان خيارنا هو دعم النظام في الشوط الثاني من هذه الانتخابات، من أجل الوطن لا نريد مقابله جزاءا ولا شكورا، والله وحده يعلم صدق نوايانا اتجاه وطننا.
مسعود ولد بلخير: “أفضل نهج بوتن ميدفيدف على فرض المأمورية الثالثة”
قال مسعود ولد بلخير إنه يفضل النهج الذي يطلق عليه “مسار بوتن ميدفيدف” على أن يقحم موريتانيا في مأمورية ثالثة ويفرضها على الشعب الموريتاني، مضيفا أن ولد عبد العزيز يحق له أن يكون فاعلا سياسيا كرئيس سابق أو مواطن سابق، وأن يقرر خيارته بدعم رئيس آخر لكن بشرط أن لا يدعمه بوسائل الدولة وأموالها وهيبتها.. ويكتفي بدعمه بأمواله الشخصية التي قيل إنها يمكن أن توفر ذلك ..
كما ينبغي للمعارضة أن توحد صفوفها وأن تشكل كتلة متينة لكي تتصدى بقوة لتلك الجبهة التي قد يسعى ولد عبد العزيز إلى تكوينها، ولا أعتقد بأن نظام يوجد رأسه خارج السلطة ولا يوظف وسائل الدولة يمكنه أن يهزمنا كمعارضين إذا اتحدنا بنوايا صادقة وعزيمة قوية. .. وفق تعبيره