كانت حياة المتحولة جنسيا، نياب علي، في باكستان حافلة بالمعاناة، بداية من هروبها من المنزل في سن الثالثة عشر، وتعرضها لانتهاكات جسدية وجنسية من أقاربها وصولا إلى الهجوم عليها بمادة حارقة على يد صديقها القديم.
لكن رغم ذلك،قررت نياب، وهي خريجة جامعية، أن تكون بين أربعة من المتحولين جنسيا الذين يخوضون الانتخابات العامة في باكستان.
وعن تجربتها السياسية حديثة العهد، قالت المرشحة المحتملة “أدرك أنه بدون أن تتمتع بقوة سياسية تجعلك جزء من مؤسسات الدولة، لن تتمكن من الحصول على حقوقك”.
وبدء في الآونة الأخيرة، الكثير من المتحولين جنسيا بخوض غمار المعترك السياسي في المجتمع الباكستاني، ليكون لهم دور فيما ثبت أنه مرحلة هامة للمطالبة بحقوق المتحولين جنسيا.
لعبة الأثرياء
قال نديم كاشيش، وهو اسم اختارته نياب علي عندما تحولت جنسيا إلى رجل، إن الترشح للانتخابات شيء لكن الفوز شيء مختلف تماما، إذ يواجه اثنين من السياسيين المرشحين لمنصب رئيس الوزراء في باكستان؛ هما عمران خان، بطل الكركيت الذي تحول إلى سياسي، ورئيس الوزراء في الحكومة الباكستانية المنتهية ولاياتها، شهيد خاقان عباسي.
ويرشح نديم نفسه في دائرة في العاصمة الباكستانية إسلام اباد التي تضم مقر البرلمان، والمحكمة العليا وغيرها من المناطق والمعالم الهامة في الدولة.
ويتناول نديم،القضايا والمشكلات التي يواجهها مجتمع المتحولين جنسيا في برنامج إذاعي خاص يقدمه بنفسه.
وقال: “لا يوجد بين الأحزاب السياسية من يستهدف دعم حقوق المتحولين جنسيا، لسنا على أجندة أي منهم، وهو السبب الذي دفعني للترشح للبرلمان”.
وأضاف: “ليس لدي الكثير من الأموال لإنفاقها على اللافتات الدعائية ووسائل النقل، وغير ذلك من موارد الإنفاق على الحملات الانتخابية كغيري من السياسيين. لذلك أكتفي بنشر برنامجي الانتخابي عبر برنامجي الإذاعي”.
وينفق السياسيون في باكستان أموالا طائلة على الحملات الانتخابية رغم القيود المفروضة على المرشحين من قبل مفوضية الانتخابات.
وأشار نديم إلى أن “الكل يعرف أنها لعبة الأثرياء، أما أنا فليس لدي مال يكفي حتى للتقدم بأوراق الترشح”.
وحددت مفوضية الانتخابات رسوم التقدم بأوراق الترشح بحوالي 30 ألف روبية (245 دولار) بالنسبة للمرشحين للانتخابات البرلمانية و20 ألف روبية لانتخابات مجالس المحافظات.
وأشارت تقارير إلى أن ثمانية من المتحولين جنسيا أُجبروا على العدول عن قرار الترشح لعدم توافر المبلغ المطلوب للتقدم بأوراق الترشح. لكن رغم ذلك، أكد نديم على أنه سوف يتحدى الأوضاع السياسية السائدة في باكستان.
وقال: “إنه وقتنا، ولن تتحقق الديمقراطية في باكستان إلا بمشاركة المتحولين جنسيا في العملية الديمقراطية”.