مع بداية نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في 2019، خلال مأموريته الأولى، اختفت المعارضة الراديكالية الشرسة التي كانت تمثلها شخصيات بارزة مثل أحمد ولد داداه، ومحمد ولد مولود، ومسعود ولد بلخير، وجميل منصور، وصالح ولد حننه. هذا الوضع طرح العديد من التساؤلات حول أسباب ودوافع سكوت شخصيات معروفة بمعارضتها للأنظمة منذ بداية ظهور الديمقراطية في موريتانيا عام 1991.
هل انخفضت الأسعار؟ هل تراجعت صفقات التراضي؟ هل أصبحت المسابقات تتسم بالشفافية؟ هل نجحت حكومة ولد الغزواني في امتصاص البطالة؟ ولماذا ارتفعت الميزانية من 500 مليار أوقية إلى 1000 مليار منذ تولي الرئيس ولد الغزواني السلطة؟ وهل شهدت كتلة الأجور زيادات معتبرة؟
الجواب على هذه الأسئلة هو بالطبع لا. الأسعار ارتفعت، وصفقات التراضي أثقلت خزينة الدولة، والخدمات العامة في تدهور. ورغم ذلك، ظلت المعارضة التي كانت شرسة في فترة عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في حالة صمت منذ بداية المأمورية الأولى، وحتى بعد مرور عدة أشهر من مأموريته الثانية والأخيرة دستوريًا.
سكوت المعارضة، في ظل هذا التدهور الواضح في الأوضاع، لغز يحير الرأي العام.
دور المعارضة في الدول الديمقراطية يعد جوهريًا وحيويًا لضمان التوازن السياسي وتحقيق الشفافية والمساءلة. يمكن تلخيص أهمية دور المعارضة في النقاط التالية:
1. مراقبة السلطة التنفيذية**: المعارضة تراقب أداء الحكومة وتعمل على كشف الأخطاء والانحرافات عن المسار الصحيح. هذا يساهم في تقليل الفساد وتعزيز الشفافية.
2. تمثيل الصوت البديل**: المعارضة تمثل وجهات نظر مختلفة عن تلك التي تقدمها الحكومة، مما يتيح للمواطنين فرصة الاختيار بين رؤى وأفكار سياسية متنوعة.
3. المساهمة في تطوير السياسات**: من خلال النقد البناء، تسهم المعارضة في تحسين السياسات الحكومية وتصحيح القرارات الخاطئة. كما تقدم بدائل وسياسات جديدة قد تكون أكثر فعالية.
4. حماية حقوق الأفراد**: المعارضة تعمل كضامن لحقوق المواطنين وحرياتهم، وتدافع عن القيم الديمقراطية في مواجهة أي محاولات للحد منها.
5. تعزيز النقاش السياسي**: وجود معارضة قوية يعزز من جودة النقاش العام ويشجع على التفكير النقدي والتعددية في الآراء.
6. تحقيق توازن القوى**: المعارضة تساعد في منع تركيز السلطة في يد مجموعة واحدة، مما يضمن توزيعًا أفضل للسلطة ويساهم في حماية الديمقراطية من الانزلاق نحو الاستبداد.
في الختام، وجود معارضة فعالة ومؤثرة يعد ركنًا أساسيًا لأي نظام ديمقراطي ناجح، حيث تسهم في تعزيز الشفافية، المساءلة، والتنوع السياسي.
بقلم
الصحفي
آبيه محمد لفضل