كتب/الشيخ سيد محمد ولد معي
دكار/ 11/01/2019.
بين السياسة و كرة القدم …
السياسة لعبة تتقاسم مع كرة القدم في الكثير من المُشتركات،و كما تعلمون فلعبة كرة القدم تقوم عروضها على المهارة واللياقة البدنية وبعض الحركات المعبر وقْعها عن فن جميل،وليس من المستحسن فيها اللجوء إلى الركل والرفْس ،وكما أن المغالبة في لعبة كرة القدم تَتُم بمنطق المهارة و اللياقة وفن اللمسات الجميلة،فإنه في السياسة كذلك يكون منطق المُغالبة من وحي العقل ومنطق الأخلاق ولغة اللباقة وفنون الكياسة ، ولذلك فالعروض الجميلة سيصفق لها الجميع وستنال اعجاب المشجعين جميعا إلى درجة نسيان لوعة التنافس…كما أن عروض الركل والرفس ستكون مبعث استهجان الجميع ….
كل فريق كذلك في السياسة وفي كرة القدم له مدرب ماهر يعرف جيدا لاعبِيِه ويقدر جيدا مهاراتهم كما يقدر عاليا مكاسبهم ويعرف اللًبِقَ منهم والخَشِنَ، ويعرف من يَجْلِبُ الانتصارات ومن يجلب الهزائم ومن هو صاحب سعد ومن هو لصيق نحس…
ليس كذلك من المستحسن ولا من المستساغ في كلا اللعبتين أن تُغيًب في لائحة الإنتظار وعلى مقاعد الاستخلاف و في لحظة المواجهة الشرسة مع الخصم من تتوفر فيهم شروط الامتياز ونَدفع إلى مواجهة الخصم الشرس من ليست له من الأهلية سوى إتقان فنون الركل والرفس وليس له سابق تجربة في سجل الانتصارات أو سجل الاستحقاقات بغض النظر عن طبيعتها،هذا ليس من المألوف لا في السياسة ولا في كرة القدم،كما أنه ليس من المألوف كذلك أن نتفرج على فريق واحد في لحظة مواجهة الخصم وهو غارق في تصفية الحسابات بين أعضائه، لا أحد منهم يراوغ إلا زميله،ولا أحد منهم يخاتل إلا مرماه..!!!
أليس من الفضايح الكبيرة في عالم كرة القدم أن يدخل الفريق القيادي الكرة في مرماه..!!! تذكروا في هذا المقام ماذا فعل مشجع كولومبي باندرياس اسكوبار المهاجم الكولومبي الأشهر الذي ادخل الكرة في مرماه ،وذلك في نهائيات كأس العالم سنة 1994 فبعد هذه الحادثة تطهر الفريق الكولومبي من الخيانة إلى الأبد …
لا يمكن لمدرب الفريق أن يصبر على وضع كهذا،لا بد أن يتدخل بقوة وليس لديه سلاح أقوى من تطبيق مبدإ المكافأة والعقوبة والكفاءة والجدوائية والخبرة…خاصة إذا كان الوقت يسيرا وإرادة الانتصار لها إكراهاتها الواقعية،
أعتقد أنه لم يعد لدينا وقت للتفرج على فريقنا وهو يمارس هوايته المفضلة من ركل ورفس ومغالبة صديق ..
هذا هو المألوف في الألعاب ،وسنكون جميعا تحت تأثير الصدمة في حالة تمادي عناصر فريقنا في إدخال الأهداف في مرمانا…