يتضاعف يوما تلو الاخر تأثير حظر التجول الذي فرصضته الحكومة مؤخرا على الأسر الفقيرة والبسطاء الذين يأكلون من عرق جبينهم يوميا في البحر والاسواق والمطاعم والمقاهي وعلى قارعة الطريق لدرجة ان بعضهم فقد الان مصدر رزقه واصبح عاطلا بين افراد اسرته ينتظر مساعدات تآزر التي سمع عنها في الاعلام الرسمي فهل سيصله نصيبه ام انها مجرد حملات اعلامية ظاهرها اعانة الضعفاء في اوقات الشدة وباطنها فرصة لنهب المال العام بطرق مكشوفة …
كان سيدي الخمسيني يستيقظ عند الفجر أو قبل ذلك بقليل ويقوم بترتيب بعض امور بيته ثم يتوجه إلى الميناء في حدود الساعة العاشرة لسبدا نشاطه منتصف النهار او بعد الظهر بحثا عن مايحمله على عنقه ليكسب قوته وعائلته العريضة التي تسكن في احد أحياء مقاطعة توجنين ثم يعود ادراجه مع الغروب ليصل بيته في الساعة الثامنة فالمسافة في الاوقات العادية تأخذ منه ساعة ونصف
تغيير برنانج سيدي واصبح مضطرا لمغادرة الميناء قبل الرابعة ليتمكن من الوصل السادسة لبيته البعيد جدا من الشوارع الرئيسية حتى لايتم توقيفه
يقول سيدي إن تغيير اوقات العمل جعله لايعمل سوى ساعات قليلة واحيانا لايجد مايحمله وبالتالي تراجع دخله المتواضع جدا بفعل حظر التجول واصبح شبه عاطل ولايحصل على مايعيل به اسرته
حال سيدي لايختلف عن حال امنة السيدة التي تقف عل عتبة عامها الستين وهي ارملة منذ عقد ونيف من الزمن وتعيل اسرتها وابناء بناتها واختها من دخلها المتواضع حيث تمتهن بيع الكسكس منذ سنوات طويلة وتتخذ من الشارع محلات افتراضية لها مكان تجلس فيه ومكان اخر تجلس فيه بناتها اما اليوم فتقول امنة انها اصطرت لخفض انتاجها باضعاف مضاعفة وباتت تعد كمية محدودة لزبناء جيران لها امام البقية فيمنعها الحظر من الوصول اليها وتناشد السلطات تخفيف قيود الحظر حتى لايهلك الفقراء من الجوع
يدور سائق الأجرة عالي المتقاعد شوارع مدينة نواكشوط كل مساء كما اعتاد على ذالك منذ سنوات باحثاً عن ركاب؛ ليتمكن من تأمين رزق أسرته التي تسكن في بيت في احد احياء تيارات ببعض الطعام وقليلاً من المال؛ يكفي لشراء بعض الاحتياجات الأساسية الأخرى.
حالياً، وبعد فرض حظر التجول التي بسبب تخوفات الحكومة والمواطنين من تفشي فيروس “كورونا”، بات الرجل يعود لبيته قبل السادسة دون أن يشتري المستلزمات الكافية لأطفاله الستة.
ولحقت الأضرار الاقتصادية كذلك بعشرات الباعة البسطاء، الذين كانوا يقصدون الشوارع لبيع بضائعهم من فواكه ورصيد وحتى عطور وملابس واصبحوا اليوم جالسين من دون عمل
وتفاوت الاستجابة الرسمية في الدول العربية من المغرب إلى الأردن مرورا بالجزائر وتونس ومصر والسودان وفلسطين والعراق ولبنان، بين تقديم الدعم المالي المباشر، والطرود الغذائية ووعود بإيجاد حلول وفي موريتانيا مايزال الفقراء ينتظرون اجراءات حكومية لتخفيف تاثير الجائحة عليهم