فقيد المروءة والدين عبد الله ولد اميم.. مآثر وفَوَاضِلُُ خلدها التاريخ / نوح محمد محمود .
شهدت مقاطعة تمبدغه بولاية الحوض الشرقي يوم أمس حدثاً مؤلماً وفاجعا، وذلك برحيل الفقيد عبد الله ولد اميم ولد باب ، تغمدة الله بواسع رحماته.
لقد ترك الفقيد ولد اميم بصمة لا تُنسى في قلوب كل من عرفه، فكان مثالاً للإنسانية والفضيلة وكرّس حياته لبذل الخير ومساعدة الآخرين، مما جعله محط احترام وتقدير، ووضع الله له القبول بذلك في مجتمعه وأحبائه.
عُرف عبد الله ولد أميم بالفضل الذي لا يعرف حدوداً، فقد كان دائماً في مقدمة الصفوف الأمامية لجماعة المسجد وبشهادة الجيران .
كان يحمل هموم الناس في قلبه، ويستجيب لنداءاتهم بلا تردد، له روح فطرها الله على السخاء يُعتمد عليه في الأوقات الصعبة.
كان الفقيد يمثل رمزا للحكمة والرزانة كأب حنون، كان يقدم نصائحه وتوجيهاته لأبنائه وكل أحبائه، مُشعراً الجميع بالخير ومتمنيا الفضل والمسرات لكل الناس.
كان يتمتع برؤية ثاقبة، وقراءة عميقة للأمور، مما أكسبه احترام الجميع، كان حديثه صادقًا، ومواقفه نابعة من الحكمة ومن مبدأ ثابت، حيث اتسم بالوضوح والعدل والشفافية في كل تعاملاته.
لم يكن الفقيد مجرد رجل بسيط فحسب، بل كان أيضًا رجل عبادة وزهد، فقد انصرف قلبه إلى الله، متجنبًا التعلق بالدنيا، وملتزمًا بقيم الخير والدين والإيثار، كان يُذكر دائمًا بفضل الله عليه، ويدعو الآخرين للسير على نهج الخير، مُشجعًا لهم على العمل الصالح والابتعاد عن النزاعات.
إن فقد عظيم كعبد الله ولد أميم ولد باب لحسرة على المروءة ومعالي الأمور والقيم النبيلة الفاضلة، فهي لا تُعبر فقط عن فقدان شخص عادي، بل عن فقدان أمةٍ وخصال حميدة وقيم دينية وإنسانية ومأتم لحاضنة إجتماعية أنحبت رجال قل نظرائهم حكمة وعقلا وكرامة ونبلا .
ومع رحيل الفقيد نواجه فراغًا يصعب ملؤه، لكننا نستطيع أن نستمد العبرة من حياته وخصاله فنُحيي ذكره من خلال السير على خطاه، وتعزيز قيم الكرم والمروءة التي آمن بها، وستبقى ذكراه خالدة وستظل أعماله الطيبة نبراساً يضيء دروبنا في السعي نحو الخير.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.