الواقع بتحولاته وتطوراته المتلاحقة يوما تلو الاخر يؤكد أن موريتانيا التى يعشق اهلها السياسية تماما كما يعشقون الشاي والشعر تعيش مرحلة فاصلة بين حقبة الرئيس ولد عبد العزيز وحقبة ما بعده،او حقبة رفيقه كما بات يسميها البعض -استباقا للاخداث – وأن المشهد السياسي حافل بالمتناقضات خصوصا عقب الانسحابات المتواصلة من احزاب عرفت بمعارضتها وانضمامهم الى مرشح الاغلبية وكذالك اختفاء وجوه بارزة عن المشهد السياسي عرفت بنضالها الكبير ودفاعها المستميت من نظام ولد عبد العزيز
الصفة السائدة هي غموض يلف المشهد قبل اسابيع من انطلاق السباق نحو الرئاسة ومعارضة حائرة بين دعم احد رموزها التقليدين او التشتت بين بقية المرشحين
لكن أكثر ما شد المراقبين ولفت انتباهم هذه الايام هو اختفاء رموز الدفاع عن النظام ونجوم الساحة السياسية عن المشهد بشكل مفاجئ وبات السؤال الاكثر تداولا اين يقف رموز الساحة في الحقبة الماضية ؟ ولماذا لم يعلنوا بشكل واضح وجهتهم المقبلة ؟
يعتقد بعض المراقبين اليوم أن التحولات لن تقف عند هذا الحد وان تلك الرموز تعبر من خلال هذا الاختفاء عن عدم رضاها لترشيح غزواني وان ثمة توجهات تطبخ على نار هادئة من اجل خلق توازنات سياسية جديدة قد تصب في مصلحة المرشح ولد بوبكر
جولة المرشح غزواني ابانت عن ذالك حيث غابت رموز سياسية عرفت بدفاعها عن ولد عبد العزيز والحشد لاستقباله في كل مكان غابت كلها عن زيارات ولد الغزواني وتركت المنتخبين والنواب في ساحة التحضير وحدهم وهو ما قد يفسر بانه رسالة موجهة للمرشح مفادها ان عليه الاستعانة بهم في صف المقدمة ووضع كامل ثقته فيهم
عدم استقبال المرشح ايضا لبعض هذه الرموز كما تم تداوله مؤخرا يؤكد هذه الفرضية ويترجم الصراع الخفي في صفوف الاغلبية التى تريد ان يكون