قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إن العمل العربي المشترك لا يقوى إلا بقدر قوة الشراكات الاقتصادية بين البلدان العربية وذلك من خلال تعزيز التبادلات الاقتصادية البينية تمهيدا لقيام سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستديمة وشاملة في الفضاء العربي.
وأضاف في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، المنعقدة اليوم الجمعة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، أن موريتانيا يحدونا الأمل في أن تكون الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية التي ستحتضنها نواكشوط مطلع شهر نوفمبر القادم، محطة متميزة من مسيرة العمل العربي المشترك، معربا عن سروره باستقبال رؤساء وقادة الدول العربية في نواكشوط للمشاركة في أعمال هذه القمة.
وقال غزواني “إنما يلوح في خضم الأزمات المتنوعة التي تجتاح العالم من بوادر تغيرات اجيواستراتيجية عميقة ليؤكد حاجتنا الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات لتطوير وترقية عملنا العربي المشترك، فبقدر ما يتعزز هذا العمل تتحسن قدرتنا الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحديات، وكذلك فعالية جهودنا في تحقيق ما نطمح إليه من تنمية وأمن واستقرار.
إن إحساسي بضرورة تطوير عملنا العربي المشترك يزداد عمقا وقوة كل ما نظرت إلى الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، وإلى ما يشهده عالمنا العربي من نزاعات وما يواجه من تحديات مصيرية، وإننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية لندين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية، ونجدد التأكيد على تمسكنا بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا لما تقتضيه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ونؤكد كذلك تمسكنا بالحلول التي تحفظ الوحدة الترابية وترسي دعائم الاستقرار والأمن في كل من ليبيا واليمن مستبشرين بما يلوح من انفراج في البلدين.
كما ندعو، في ذات الوقت، إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفعال في جمهورية السودان، ولخلق الظروف المناسبة لتقديم الدعم الإنساني، وللتأسيس لحل سياسي شامل في هذا البلد الشقيق، وإنني لأشيد هنا بكل الجهود العربية المبذولة في هذا الصدد، وخاصة بالرعاية السعودية الكريمة للمحادثات بين الأطراف السودانية الشقيقة آملا أن يفضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى رسم خارطة طريق تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه وحق مواطنيه في الأمن والاستقرار.
وأشيد، كذلك، بعودة جمهورية سوريا الشقيقة إلى الحضن العربي آملا لها أن تستعيد بشكل كامل دورها المحوري التاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، ومرحبا بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد بين أشقائه.