تناولت صحيفة “الأخبار إنفو” في عددها اليوم الأربعاء 07 – 02- 2018 ما وصفته بـ”معالم الصراع على تركة الرجل المغادر”، متحدثة عن تنافس على ثقة الرئيس ولد عبد العزيز لنيل هذا الإرث بين الفريق قائد أركان الجيوش الموريتانية محمد ولد الغزواني، والعقيد المتعاقد عمدة الزويرات الشيخ ولد باي.
ورأت الصحيفة أن الأيام الأولى من العام 2018 عرفت دول البلاد مرحلة السباق الانتخابي متعدد المضامير، من مضمار المجالس المحلية المستحدث، إلى المضمار البلدي والتشريعي، وانتهاء بالمضمار الرئاسي الذي استحوذ على اهتمام المتابعين، وظهر في خطابات وتحركات وتعاطي السياسيين، وكان حاضرا في الحراك السياسي الذي عرفه الحزب الحاكم خلال الأسابيع الأخيرة، تحت إشراف لجنة خاصة شكلها الرئيس محمد ولد عبد العزيز وعهد إليها بتشخيص واقع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وتفعيل هيئاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن “وارث” لـ”تركة” – الرجل الذي أكد في أكثر من خرجة إعلامية مغادرته للسلطة مع نهاية مأموريته الثانية، وعززها بخلاصة يشترك معه فيها الكثير من السياسيين الموريتانيين موالاة ومعارضة، وهي أن الغموض سيظل قائما حول هذه النقطة -إلى أن هذا الحديث بدأ منذ سنتين، إلا أن دائرة المتنافسين الرئيسيين على هذه الإرث بدأت تضييق مع الوقت، ويكاد التداول الآن ينحصر في صفوف أنصار ولد عبد العزيز على اسمين بصفتها مرشحين لهذا “الإرث”، وهما الفريق قائد أركان الجيوش محمد ولد الغزواني، والعقيد المتقاعد الشيخ ولد باي.
وأكدت أن النقاش حول “وارث” السلطة من ولد عبد العزيز يعود مع كل حديث حول المأمورية، غير أن النقاش تركز خلال الأسابيع الأخيرة حول الرجلين المنتمين للمؤسسة العسكرية، والمرتبطين بعلاقات خاصة مع ولد عبد العزيز، وظهرت إشارات هناك وهناك تحمل مواقف تنحاز لأحدهما في الدائرة المؤثرة في الفعل السياسي في البلاد، فيما يفضل بعد الفاعلين التمسك بـ”أمل” التمديد لولد عبد العزيز رغم أحاديثه المتكررة الرافضة لذلك، والمؤكدة على احترام الدستور
كما توقفت الصحيفة مع ما وصفته بــ”الرسائل المتضاربة” الذي يتعمد الرئيس ولد عبد العزيز توجيهها حول الموضوع، مؤكدة أن تشوش على تعاطي مناصريه مع المرحلة الجديدة التي تقف البلاد على عتبتها، وهي رسائل يحرص من خلالها على البقاء في دائرة من الضبابية لا ينجلي جزء منها إلا ليعاود الغموض من جديد.
ورأت الأخبار إنفو في عددها اليوم أن ولد عبد العزيز حافظ على هذا المسار طيلة السنوات الأخيرة، حيث توالت تصريحاته حول احترامه للمواد الدستورية المحصنة، والمتعلقة بعدد المأموريات، مع رسائل أخرى تتحدث عن “مواصلة النهج”، أو “البقاء مع الجماهير”، و”متابعة أوضاع البلاد بدافع المواطنة”، أو “منع المفسدين والماضي من العودة لحكم البلاد بعد أن جربه الشعب”.
وأشارت إلى أن آخر هذه التصريحات كانت حديثه – المفاجئ – خلال حفل افتتاح الأيام التشاورية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الجمعة الماضي في قصر المؤتمرات، حيث حضر في اللحظات الأخيرة من الحفل، وقدم مداخلة تحدث فيها عن مواصلة النهج، ودعا الجماهير للمشاركة في المسار باندفاعية، مؤكدا أنه سيبقى معهم.
وجاءت هذه الخرجة الإعلامية بعيد مقابلته مع صحيفة “جون آفريك”، والتي تحدث فيها – بصراحة – مؤكدا أنه لن يمس المادة المتعلقة بعدد المأموريات، متحدثا عن مساندته لأحد المرشحين من مجموع المواطنين الموريتانيين الذين سيتسابقون في مضمار السباق نحو القصر الرئاسي.
ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية في موريتانيا إلى مقابلة “جون آفريك” بأي كلمة، خلافا لمقابلات سابقة مع صحف أجنبية (لوبنيون الفرنسية يوم 01 – 06 – 2016، فيناسيال آفريك يوم 08 – 06 – 2016)، فيما غطت خرجته الإعلامية خلال افتتاح الأيام التشاورية للحزب الحاكم بقصر المؤتمرات.
واستعرضت الصحيفة في عددها اليوم نقاط قوة الفريق ولد الغزواني للوصول إلى كرسي الرئاسي، والعقبات التي يمكن أن تقف في وجهه، وكذا نقاط قوة العقيد المتقاعد، والمعمدة الطامح للانتقال من إدارة بلدية الزويرات إلى كرسي قيادة البلاد ككل، وكذا نقاط ضعفه.