توقفت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم” أمس الأربعاء عن الإنتاج ، بعد احتجاج عمال الشركة على فصل شائق شاحنة يدعى سيدنا ولد سيد محمد ولد خرشف ، بعد رفض الأخير قبول قرار الشركة تحويله إلى قطاع المواصلات في انواذيبو.
السائق المفصول هو أحد قادة الإضراب فى أكبر شركة منجمية فى البلاد ، وتعرفه إدرات الشركة المتعاقبة ب”العامل المحرض” ، والذى يهدد استقرار الشركة ، بينما يصفه زملاء العمل ب” المناضل الشريف” و عامل قوة العمل النقابي والميدياني .
ولد سيدينا ولد خرشف سنة 1969في نواكشوط ، والتحق بالدراسة من بوابة المدرسة رقم 10 في مقاطعة الميناء ثم التحق بالتعليم الثانوي من ثانوية المقاطعة قبل يتحول إلى الثانوية الفنية التي حصل فيها بعد سنتين من الدراسة على شهادة BEP في ميكانيكا السيارات.
شارك ولد خرشف في مسابقة للشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم” في شهر أغسطس من سنة 1992 ليبدأ العمل كسائق شاحنة منجمية في “كلب الغين” قبل أن يمر بمختلف المواقع المنجمية ورتبة لم تتجاوز آنذاك S4.
وخلال سنة 1996 قررت الشركة العمل في القطاع المنجمي ب 12 ساعة لليوم في بعض أيام الأسبوع حسب حاجتها على أن لا تزيد على 40 ساعة أسبوعيا كخطة ترشيدية غير أن عمال المناجم في “كلب الغين” رفضوا الخطة فلجأت الشركة إلى فصل قادتهم ال 12 عن العمل ومن أبرزهم سيدنا وتم تحويل بقية العمال على مختلف مواقع الاستخراج المنجمي الأخرى.
عاد سيدنا سنة 1997 إلى الثانوية الفنية ليحصل بعد سنتين على شهادة BT وهذه المرة في الكهرباء العامة قبل أن يلتحق بالعمل في شركة “سوبوما”في نواكشوط التي تنتج مشروب “كوكا كولا” كعامل مسؤول عن صيانة مصنع الشركة سنة 2002 وبعد سنة من العمل عاد إلى ازويرات ليلتحق بالعمل في شركة “اسنيم” كسائق منجمي في موقع To14 ب”كدية الجل”.
قام لد خرشف بإنشاء صندوق للتضامن بين عمال الاستخراج المنجمي يتولى تقديم المساعدات لأسر عمال القطاع المنكوبة ويتامى القطاع وضحايا الحوادث ما أكسبه تأثيرا كبيرا في صفوف عمال القطاع مكنه من أن يكون عنصرا فاعلا في إضراب 2015 رغم أنه لم يكن مقتنعا به ، وحسب أقرب المقربين منه وإنما انجرف فيه بضغط من العمال المتحمسين أنفسهم للإضراب آنذاك.
وقال مصدر رفيع فى إدارة الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم “اسنيم” إن الشركة قامت بتحويل سائق الشاحنة سيدنا ولد سيدي محمد إلى إحدى المصالح فى نواذيبو كترقية له بعد تحوله منM3 إلى M4 .
وأكد المصدر أنه من حق الشركة تحويل “أي عامل إلى أي مكان تنشط فيه” ، مشيرا إلى أن المعني قبل قرار تحويله فى بداية الأمر ، لكنه رفض التحويل بعد ذلك، حسب تعبيره.
وأوضح المصدر أن العامل برفضه لقرار تحويله فانه يعتبر نفسه قد فسخ العقد بينه وبين الشركة ، معتبرا أنتهديد العمال بتوقيف الانتاج “غير مقبول”.
من جهة أخرى قالت اللجنة الإعلامية لعمال شركة “اسنيم” على صفحتها على “الفيسبوك” إنه على الشركة أن تعتذر للعامل سيدينا وللشعب الموريتاني، عن “الاستهزاء بالعمال والتعامل معهم بصفة غير لائقة “.
وأكدت اللجنة أنه لن يكون “هناك أي إنتاج و لن يعتذر أي عامل و سيعود سيدينا لعمله محمولا على الأكتاف “
رأت إدارات الشركة المتعاقبة فى سيدينا محرضا حقيقيا وعامل عدم استقرار في مواقع الإنتاج ، مما دفع إلى محاولات إبعاده عن المراكز الحيوية فى المدينة العمالية ، وفق زملائه فى العمال.