لم يكن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مازحا عندما قال خلال زيارته للحوض الشرقي وولاية العصابة وأكد في افتتاح الحملة الانتخابية بنواكشوط إن على الجميع التقيد بالانضباط الحزبي, معلنا براءته من المغاضبين الذين ترشحوا من خارج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية, داعيا إياهم إلى سحب ترشحاتهم والعودة إلى الحزب والانخراط في حملته.
ولم يقف حد مطالب الرئيس عند منتسبي الحزب الحاكم, بل تعداهم إلى دعوة أحزاب الأغلبية لسحب ودعم الحزب الحاكم, مشيرا إلى أن رؤساء تلك الأحزاب عليهم صهر جهودهم في بوتقة حملة حزب الاتحاد “إذا كانوا صادقين حقا في دعمهم للرئيس وبرنامجه وسأعين من اجل استمرار هذا النهج”.
إن المغاضبين وقادة أحزاب الأغلبية يدركون جيدا ما يعنيه نداء الرئيس, ويعلمون يقينا مدى التفاف الشعب الموريتاني وتمسكه بقائد مسيرة الإصلاح والنماء, وكيف أن صناديق الاقتراع ستلفظهم بعيدا عن مراكز النفوذ التي يتمتعون بها اليوم في حال ما إذا أصروا على تجاهل نداءات الرئيس, وحينها سيندمون ولات حين مناص.
فلا مجال للتشكيك في تشبث الشعب بمؤسس الجمهورية الثالثة, وهو ما ترجمته الخطابات والدعوات التي أطلقها كبار الفاعلين السياسيين الوطنين مع انطلاق الحملة من مختلف جهات الوطن.. من باسكنو والنعمة وامرج وجكني وتيشيت وودان وازويرات وانواذيبو وبلنوار والشامي وروصو وبتلميت وكرمسين ومكطع لحجار والاك وبوكي وكيهيدي وسيليبابي وامبود وتجكجة واطار واكجوجت وافديرك وأوجفت ولعيون كوبني وواد الناقة وكيفة وكرو وباركيول وغيرها من مدن البلاد.
فقد شاهد الجميع كيف كانت الاستقبالات الحاشدة التي كان الرئيس موضعا لها خلال زياراته الاخيرة, والتي توجت بسحب بعض الصادقين في دعمهم للبرنامج التنموي ترشيحاتهم وإعلان دعمهم لمرشحي حزب الاتحاد من اجل الجمهورية, استجابة لنداء ربان سفينة الإصلاح, الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
إن الحرص على استمرار نهج الإصلاح يتطلب نكران الذات وتكاتف الجهود والوفاء للمبادئ والدفاع عن المكتسبات والتضحية بالمصالح الخاصة, وهو ما يمكن اختصاره في الالتزام الحزبي والتعاطي مع نداءات رئيس الجمهورية كأوامر صادرة عن من كرس حياته من أجل الجميع, لتظهر الأغلبية للعيان وكأنها بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا, بعيدا عن الفرقة والتشرذم والتنازع.