قال رئيس مجموعة “اتلانتيك ميديا” الاعلامية السيد محمد سالم ولد هيبه في تصريح خاص : إنه على رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أن يراجع بدقة ما صرح به في وسائل إعلامية أجنبية ومحلية: عن عدم ترشحه لمأمورية ثالثة.
ولد هيبه يضيف إنه على ولد عبد العزيز كهرم السلطة، أن يفهم أن الرمية حين تخرج من يد صاحبها لم يعد يتحكم فيها، وأن مسؤولية مستقبل موريتانيا تقع على رقبته، وليس من العقل ولا من المنطق أن يسلمها في الوقت الحالي، لغير من سيسلك بها بر الأمان، فأنت تعلم يا فخامة رئيس الجمهورية أن بعض الدول الخارجية قد طالبتك البقاء في السلطة، ولا يوجد من يقع عليه التوافق غيرك يا رئيس الجمهورية، ونحترم من تقدمه لنا، لكننا لا نرجوا ذلك.
رغم أننا ـ يقول ولدهيبه ـ : لا ننكر ما تحقق اليوم من إنجازات على عهد ولد عبد العزيز، حيث أن ما تحقق في حكمه في أقل من عشر سنين لم يحدث نصفه في خمسين سنة ماضية التي سبقته. فإنه هناك نواقص يجب أن تراعى في قادم الايام، لهذه الأسباب يجب على رئيس الجمهورية إعادة النظر في تصريحاته لإكمال ما بدأ، من مشروعه الشامل الطموح.
وهنا نشير إلى رئيس الجمهورية بأن الضرورة تبيح المحظور فمن باب أحرى في القانون والسياسية، وأنه لا يوجد قانون فوق إرادة الشعب، ونحن لسنا في قبضة الغرب وإنما ندار بواسطة أنفسنا؛ وأنما تتفق عليه أغلبية المؤسسة العسكرية والامنية وأغلبية الشعب الموريتاني هو شخصية محمد ولد عبد العزيز.
ويضيف ولد هيبه: إنه لا أحد يشكك بوطنية ولد عبد العزيز فلولا وطنيته لكنا مثل دولة مالي التي تعيش حروبا أهلية، ويهددها الارهاب والعصابات العابرة، ولولا مجيء ولد عبد العزيز مع مجموعة من خيرة الضباط الذين جاؤوا لإنقاذ موريتانيا، حين كان جنودنا يتنقلون على الحمير قبل انقلاب 2005، وحين وصل إلى الحكم فأنزل الجنود منزلتهم، وبنى جيشا قويا، له سمعته ومكانته الاقليمية والدولية، كما وضع الاسس الصلبة للمؤسسة العسكرية والأمنية، حتى استطاعت موريتانيا أن تحقق تجربة نوعية في مجال محاربة الإرهاب والهجرة السرية، تجربة جاء زعماء القارة للاستفادة منها.
ولد عبد العزيز الذي يسجله له التاريخ خطوات دبلوماسية ناصعة كان أولها ترأسه للاتحاد الافريقي، حيث نظمت له قمة افريقية امريكية لأول مرة في الولايات المتحدة الآمريكية، كما ساهم في عدة وساطات ناجحة لحل بعض مشاكل القارة، من بينها الجارة مالي وغيرها من الدول الصديقة.
ويضيف ولد هيبه : كيف وبأي منطق يمكننا أن ندع ولد عبد العزيز يرحل عنا، وهو الذي مهد لمحاربة التطرف ودعم الوحدة الوطنية وتكريس الحريات ومنح أرضية سياسية قابلة لممارسة الديمقراطية وأعطى فرصة التعبير وحرية الصحافة وحرية الرأي للجميع وسن قانونا يجرم العبودية.
إنه من أدلة علو كعب موريتانيا في المحافل العربية والافريقية والدولية؛ في عهد ولد عبد العزيز، أنها استضافت القمة الافريقية والعربية وأدارتهما بنجاح تام شهد به العدو قبل الصديق، وذلك بفضل البنية التحتية التي شهدتها نواكشوط مؤخرا والتي كان من أبرزها “قصر المرابطون” الذي احتضن فعاليات القمة الافريقية الأخيرة، وقبل ذلك مطار أم التونسي وغيرهما من الفنادق الفاخرة وشبكة الطرق وكثير مما كان حلما لدى موريتانيا قبل مجيئه.
يا فخامة رئيس الجمهورية خذها مني نصيحة أخ صادق وصديق ودود وقريب ذو رحم، حيث توجد روابط كثيرة تربطني بولد عبد العزيز، منها الاجتماعية والعملية، وغير ذلك.
ويتسائل ولد هبيه : حين نسلم جدلا أنه إذا كان يجري التحضير لجلب رئيس جديد لموريتانيا فلماذا نبحث عن بديل لولد عبد العزيز؟
وفي الأخير يقول محمد سالم ولد هبيه : إننا سنبقى على العهد في التزامنا بما يقدمه ولد عبد العزيز من خيارات لأجله ولأجل مصلحة موريتانيا، فهو أدرى بمصلحة موريتانيا، رغم رجائنا بقاءه في السلطة، يقول ولد هيبه: وحيث أن الخبراء القانونيين الذين وضعوا الدستور ما زالوا موجودين بين ظهراننا وبوسعهم تقنين ما يخوله إعادة الترشح لمامورية ثالثة من مواد القانون، ثم إن القانون ليس قرآنا لا يحرف بل هو قابل للتغيير من أجل المصلحة العامة وإرادة الشعب.
واختتم ولد هيبه بقوله : إنه لن ينسى تصفيق أغلبية حكومة ولد عبد العزيز الحالية في قصر المؤتمرات، عندما أعلن عن عدم ترشحه لمأمورية ثالثة، كما أنه في حكومته شخصيات أشد عداء له من أعدائه المعروفين، وأكبر دليل على ذلك ما يقومون به من أعمال لا تخدم سوى مصلحتهم الخاصة، وذلك ما نشاهده خلال الترشيحات الأخيرة، فهم يصنعون له المشاكل قبل الانتخابات في أكثر من مكان في موريتانيا، مؤكدا أن من يريد ولد عبد العزيز ويناصره هو الشعب الموريتاني، وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية، فعلى ولد عبد العزيز أن يتخلص من تلك المجموعة التي تندس داخل موالاته، وهي من أشد أعدائه.