دعا الرئيس الموريتاني الأسبق اعل ولد محمد فال أعضاء البرلمان الموريتاني إلى رفض التعديلات الدستورية خلال الدورة البرلمانية المقبلة.
وأضاف ولد محمد فال أنهم إذا رفضوا تعديل الدستور فإنهم سيدخلون التاريخ من بابه الواسع.
وقال أعل ولد محمد فال إن النظام” يحاول النظام ذر الرماد في العيون والهروب إلى الأمام من خلال هذه التعديلات المرفوضة شكلا ومضمونا، والتي لن تزيد طين الأزمة السياسية إلا بلة، فتغيير أهم رموز الأمة: العَلـَـم الذي رفرف عشرات السنين خفاقا على رؤوس الموريتانيين، وحفـَـر مكانته الخاصة في أذهانهم عبر الزمن، ومثل رمزا انصهرت فيه كل تضحياتهم وأمجادهم منذ نشأة الدولة، واستشهد تحته ودفاعا عنه الكثير من أبنائها، بهذه الطريقة الارتجالية الفجة، يعتبر أمرا مرفوضا؛ فالعلم ليس يافطة لمرحلة سياسية معينة ولا لنظام بعينه، بل هو أحد الثوابت التي لا ينبغي المساس بها إلا في حالة الضرورة القصوى، وفي ظل الإجماع التام، ووفق استفتاء تبرره الحجج العقلانية وتطبعه الشفافية التامة…”وفق تعبيره.
ودعا ولد محمد فال” السادة البرلمانيين إلي تحمل مسؤولياتهم في هذا الظرف الحساس من تاريخ البلد، والوقوف إلى جانب موريتانيا برفض هذه التعديلات التي يصر الشعب الموريتاني على رفضها ويتمسك بحقه في مراجعتها وإبطالها إذا ما تم تمريرها في هذا الظرف الاستثنائي. كما أنصحهم بتوخي الحذر من الاستجابة لإبتزازات النظام ومحاولاته التأثير، بشتى الوسائل، على إرادتهم، وتسخيرهم للتلاعب بالدستور الذي يعد الأساس الصلب للقيم والمبادئ التي تحمينا وتجمعنا. إن مجاراة نظام طائش، في نواياه الهدامة للسلم والقانون والتعددية، ستكون وصمة عار في تاريخ البلد أولا والمؤسسة ثانيا، وسيكون لكل فرد شارك فيها نصيبه من المسؤولية التاريخية عن انعكاسات ذلك على مستقبل الانسجام بموريتانيا…”.
وكان الحوار الوطني الشامل الذي نظمته الحكومة وقاطعته المعارضة التقليدية قد أصدر مقترح تعديلات دستورية تشمل إلغاء مجلس الشيوخ وإنشاء مجالس جهوية تنموية، وتعديل النشيد والعلم الوطنيين.